نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 380
من بين كلمات أصحاب الأنظار- كتلألؤ اليواقيت و الدرر من بين سائر
الأحجار- و الفوائد من القواعد التي يحكم بصحتها كل من سلك سبيل الله، و كوشف
بالأنوار و شهد عالم الأسرار، و أكثرها في تحقيق المعارف الشرعية الأصولية و تبيين
المقاصد الدينية الإلهية من أحوال المبدإ و المعاد و كيفية مطابقة الأحكام الشرعية
للقواعد العقلية، منها إثبات المعاد الجسماني كما سينكشف عليك وضوحه و سطوعه على
الوجه الذي يطابق ظواهر الكتاب و السنة، و اتفق عليه آراء الصالحين السابقين من
الأمة من غير تأويل فيه، كما فعله أهل التدقيق من المتأخرين الذين أرادوا أن
يجمعوا بين المنقول و ما حسبوه من المعقول، من غير رياضة حكمية و سلوك قدسي،
فخرجوا كما تراهم من المعقول و المنقول.
فصل في إظهار شيء من خبايا هذا المطلب
الحقيق بالتحقيق، و إخراج علق نفيس من هذا البحر العميق، مما يناسب
أهل البحث و النظر، و أصحاب الرواية و الفكر، بشرط سلامة الفطرة عن الأمراض
الدنياوية، و خلوص النية عن الدواعي الهيولانية، لا مع الرعونة و حب الجاه و
الاغترار بما يفهم من ظواهر الآثار، و الإعجاب بقليل معرفة يحجب النفس عن التعلم و
الاستبصار، فإنه قلما ينتفع أحد من المشعوفين بالتقليد و المجمودين على الصور
الجسمانية، بهذه الكلمات التي مبناها على خلوص النيات و صفاء الطويات عن الأغراض
الانفعالية الهيولانية من الشهوات و الأهواء و متابعة النفس و الآراء، مع أن أكثر
أحوال المعاد كأحوال المبدإ أسرار على العقول الإنسانية و إن كانوا من الأزكياء ما
لم يقيموا على الرياضات و ترك الاشتهار و طلب الجمعية و وفور الجاه و تقرب
السلطان، كما تراه من علماء هذا الزمان. و كما أن مدركات الأوهام أسرار على القوى
الحسية، كذلك مدركات العقول أسرار على الأوهام، و مدركات النظار بدقة أنظارهم و
أفكارهم أسرار على أوائل العقول.
فهكذا أكثر ما هو علانية و عيان عند طور آخرين من العقول الأخروية،
أسرار على العقول الدنياوية و العلماء البحثية.
و لهذا المعنى روي أنه قال النبي:" إذا ذكر القدر فأمسكوا"
و ذلك لأن القدر سر
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 380