responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 360

العليا، و من أنواره يحصل الكلمات الصغرى، كما أن من ظلاله البعيد يحصل الكلمة السفلى، قال الله تعالى،" وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى‌، وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا" و كلمة الله ليست من جنس الأصوات و الحروف، بل يناسب ذاته و صفاته.

و كيفية وساطة الملك العقلاني في استكمالنا العلمي، أن المتخيلات المحسوسة ما لم يحضر في خيالنا، لما يحصل منها المعاني الكلية المجردة، و لكنها في ابتداء الصبا، يكون في حكم الصور المرئية الواقعة في موضع مظلم، فإذا كمل استعداد النفس، أشرق نور العقل الفعال على الصور الحاضرة في الخيال، فوقع منها في صقع النفس المجردات الكلية و المثل العقلية و غيرها، كما يقع من الصور الملونات عند إشراق الشمس عليها أمثلة في الأبصار السليمة، فالشمس مثال للعقل الفعال و بصيرة النفس مثالها قوة الأبصار، و المتخيلات مثالها المحسوسات فإنها محسوسة مرئية بالقوة في الظلام، و العين مبصرة بالقوة و لا يخرج إلى الفعل إلا بسبب هو إشراق الشمس، فكذلك هاهنا، و مهما أشرق هذا النور ميزت القوة العقلية من الصور المكتسبة في الخيال العرضي عن الذاتي و الجنس عن الفصل و الحقيقة للشي‌ء عن الغريبة منها، و أخذتها مجردة عن الغريب الذي ليس ذاتيا، فيكون مجردا و كليا و عقليا إذا بطلت جزئيته و ضيق وجوده بحذف القيود و المخصصات و التعلقات التي هي عرضية خارجة عن حاق كنه الشي‌ء و أصل تجوهره و قوامه الذي يعبر عنه بالمثال العقلي و المبدإ الفاعلي و المقوم الذاتي الذي سعة وجوده و بسط هويته بحيث يكون نسبته إلى جميع الأشخاص الصادق عليها المتحد بها نسبة واحدة، و هذه الطبائع الكلية عنوانات لذوات نورية و هويات عقلية و ملائكة قدسية و مثل نورية، هي مظاهر أسمائه الله الحسنى الكلية، عند أقوام من الصوفية.

فصل في السعادة الحقيقية للنفس من جهة العقل النظري و العقل العملي، و الشقاوة التي لها بحسبها

اعلم أن النفس الإنسانية إذا استعدت بالاستعداد لقبول فيض العقل الفعال بمزاولة

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست