responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 333

الدنياوية، و لا التألم بعذابها بهذه اللامسة الأولية، بل يخلق الله تعالى للنفوس الشقية باصرة أخرى، يتهيأها لمشاهدة" نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ" و لامسة أخرى لملامستها الموذية و التألم بفظاعتها، و سامعة أخرى لاستماع أصواتها الهائلة و المولمة.

و جملة القول في الجواب،

أن مرتبة القوة و الاستعداد لتحصيل الملكات في الدنيا بطلت عن النفوس و تمنى الرجوع إلى كونها بالقوة كما في قوله تعالى حكاية عنها:" يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً" تمني أمر مستحيل الوقوع، إذ الشي‌ء بالفعل يستحيل أن يصير بالقوة، بخلاف العكس، فإنه واقع.

و منها، أن الفسقة و الجهال، ربما قلت شواغلها الحسية

لنوم أو مرض كالممرودين فتطلع على أمور غيبية، و ذلك لاتصالها بعالم القدس فلما جاز للأشقياء مفارقة البدن و الاتصال بالمبادي العلوية و التلذذ بها حين اغترافها للشهوات، فعند فساد البدن و عدم الاشتغال بشهواته أولى، فأين يتحقق الشقاوة و التعذب المتوعد عليه في لسان الشرائع و النبوات، فلا محالة ينبغي أن لا ينقطع علاقة الأشقياء عن الأجرام لحصول التعذب فيها بسبب اقتراف الخطيئات، فلا بد أن ينتقل نفوس العصاة و المذنبين إلى شي‌ء من الحيوانات المعذبة في الدنيا على حسب أخلاقهم و عاداتهم المناسبة لبعض الأبدان الحيوانية المعذبة في الدنيا ليبقى معذبة جزاء لأعمالهم.

و الجواب،

أنا لا نسلم أن نفوس الأشقياء إذا حصل لها في الدنيا نوع اتصال بالمبادي لأجل تعطل الحواس الظاهرة عن أفاعيلها، وجب أن يحصل لها ذلك في الآخرة أيضا، لجواز أن يكون نفوسهم فيها أشد اشتغالا عن المبادي بما غشيتهم من عظائم الأهوال و الشدائد و الدواهي التي لم يبق لهم معها التفات إلى شي‌ء غيرها، لأنهم المردودون المقيدون بسلاسل و الأغلال، المحجوبون عن مشاهدة عالم الأنوار المشار إليهم في الكتاب الإلهي‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست