نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 33
مرتبة ذاته لا يكون موجودا أصلا- لا في نفسه، و لا بنفسه، و لا
لنفسه- بل له الوجود الاعتباري النسبي إلى المبدإ الأول القيوم الواجب بالذات، و
هو الموجود في نفسه، بنفسه، لنفسه (و الله أعلم بسرائر الأمور).
فصل في أن كنه الواجب تعالى غير معلوم للبشر
نسبة الوجود الانتزاعي إلى الواجب تعالى و إن كان كنسبة المعاني
المصدرية المنتزعة عن نفس الماهيات، كالإنسانية من الإنسان و الحيوانية من
الحيوان، إلا أن بينهما مخالفة من وجه آخر سوى ما ذكرنا- من أن مطابق الحكم
بالوجود على الحقيقة الواجبية نفس تلك غير مقيدة بما دام كونها موجودة، بخلاف
المعاني الذاتية، فإن الحكم بها على الحقائق حين وجودها لا في وقت آخر.
و ذلك الوجه هو أن للعقل أن يكتنه تلك الماهيات، و يتصورها بكنه
حقائقها، و ينتزع منها الإنسانية، و الحيوانية، و الفلكية و غيرها. و ليس له أن
ينال الموجود الحق و يتصوره على الاكتناه به، حتى ينتزع منه الموجودية المصدرية،
إذ يمتنع ارتسام الحقيقة الواجبة في الأذهان- عالية كانت أو سافلة- بل جميع القوى
الإدراكية- عقلية كانت أو حسية، في مرتبة واحدة بالقياس إلى نيل الجناب الربوبي
كما ورد عن النبي" ص":" إن الله احتجب عن العقول كما احتجب عن
الأبصار و إن الملأ الأعلى يطلبونه كما تطلبونه أنتم." فإن الإحساس إنما
يتعلق بما في عالم الخلق، و التعقل إنما يتعلق بما في عالم الأمر فما هو فوق الخلق
و الأمر يكون محتجبا عن الحس و العقل، بل العقل يتصور مفهوم الوجود و يحكم بسبب
البرهان أن له مبدأ، لو ارتسم في العقل ينتزع منه لذاته هذا المفهوم، لكن يمتنع أن
يرتسم.
ففي الماهيات يعقل أولا- المنتزع منه، ثم ينتزع المعاني المصدرية
الذاتية. و هناك بعقل مفهوم الوجود الانتزاعي ثم يحكم أن له مبدءا منتزعا منه
بالذات.
حجة عرشية
كنه الواجب لو كان متعقلا لزم انقلاب حقيقته، فإن حقيقة الموجود
الصرف بشرط
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 33