responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 279

فإن صيرورة صفات الحق- التي هي عين ذاته بالحقيقة- صفات العبد مستلزم لكون الواجب صفة للممكن و هو مستحيل.

و لك أن تفك هذه العقد بأن السمع و البصر و غيرهما من آلات النفس إنما حقيقة كل منها قوة غير محسوسة، يكون بينها و بين النفس المستعمل إياها نوع علاقة علية و معلولية، لأنها من فروع النفس كما أن الملائكة من فروع قدرة الله تعالى و علمه.

و هذه العلاقة مصححة لأن يقال للنفس إنها سميع و بصير و قادر فالنفس الناطقة مع تجردها و مباينتها للبدن، غاية المباينة لكونها جوهرا مجردا نوريا و كونه جرما كثيفا ظلمانيا، قد صارت متخلقة بأخلاقه متصفة بصفاته من كونه سميعا بصيرا مشتهيا متحركا ساكنا حتى يصلح لها أن تقول مشيرة إلى ذاتها و جوهرها أنا سمعت و أبصرت و اشتهيت و تحركت و سكنت بحسب الحقيقة اللغوية لا بالتجوز، من غير لزوم تجسم و تكثف يعتريها بحسب ذاتها النقية الطاهرة- من حيث هي هي- من الأرجاس و الأدناس و الأقذار البدنية و الجسمية، و ذلك لأجل علاقة طبيعية حاصلة بين النفس و البدن بحيث تحصل منهما نوع وحداني له حد حقيقي مركب من الجنس المأخوذ من البدن و الفصل المأخوذ من النفس، و هما جزءان محمولان باعتبار ما- و هو أخذهما مطلقا لا بشرط- على ذات واحدة.

و لتحقق هذه العلاقة الاتحادية يشير النفس إلى البدن بأنا، كما يشير إلى ذاتها، حتى أن أكثر الناس نسوا أنفسهم و ظنوا أن هوياتهم هي البدن.

و هذه العلاقة ضعيفة بالإضافة إلى العلاقة التي هي بين الفاعل الحقيقي و مجعوله، لأن تلك العلاقة ستنقطع بالموت الطبيعي أو الإرادي.

فإذا كان حال النفس معها هذه الحالة من الاتصاف بصفات البدن حقيقة لا مجازا، مع أن صفات البدن ليست عن البدن، فما ظنك بنفس تجردت بالكلية عن البدن و عن التعلق بغير الله تعالى و اتصلت بالحق اتصالا معنويا لاهوتيا، و قصرت النظر إلى ملاحظة الحق الأول و آثار قدرته و علمه و إرادته و سمعه و بصره، و فنت عن ذاتها و عن الالتفات إلى ذاتها إلا بوجه كونها أشعة و أضواء للنور القيومي فلا محالة يكون لها

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست