responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 24

و في الكلام الإلهي إشارة إلى هذا أيضا فما أضلت الطباعية و إخوان الشياطين من الذين يتشبهون بالعلماء و يكذبون أنبياء الله و يزعمون أن العالم قديم و لا قيم له" فمثواهم الجحيم و جزاهم البعد عن النعيم"

فصل في أن الواجب الوجود إنيته ماهيته‌

كل ماهية يعرض لها الوجود، ففي اتصافها بالوجود و كونها مصداقا للحكم به عليها يحتاج إلى جاعل يجعله كذا، فإن كل عرضي معلل، إما بالماهية المعروضة له، و إما بأمر خارج عنها.

و لما علم من قبل، امتناع تأثير شي‌ء في وجوده من جهة أن العلة يجب أن يكون متقدمة على المعلول بالوجود و تقدم الماهية على وجودها بالوجود غير معقول، بخلاف تقدمها على صفاتها اللازمة سوى الوجود و كذي الزاوية لماهية المثلث التي هي علة لها، فلا محالة يحتاج تلك الماهية في وجودها إلى أمر خارج عنها، و كل ما يحتاج في وجوده إلى أمر آخر فهو ممكن الوجود فلو كان الواجب ذا ماهية، لزم كونه ممكن الوجود (هذا خلف) فواجب الوجود لا ماهية له سوى الإنية.

و الحجة المذكورة لا تعارض بالماهية الممكنة كما عارض بها بعضهم إذ الماهية القابلة للوجود لا يتقدم على ذلك الوجود لأنها لا يتجرد عن الوجود إلا في نحو من أنحاء ملاحظة العقل لا بأن يكون في تلك الملاحظة منفكة عن الوجود فإنها أيضا نحو وجود عقلي، كما أن الكون في الخارج وجود خارجي، بل بأن العقل من شأنه أن يلاحظها (الماهية) وحدها من غير ملاحظة الوجود و يصفها به، و عدم اعتبار الشي‌ء ليس باعتبار لعدمه.

فإذن اتصاف الماهية بالوجود أمر عقلي ليس كاتصاف الجسم بالبياض الذي يمتاز بحسبه الموصوف و الموصوف به فإن الماهية ليس لها وجود منفرد و لعارضه المسمى بالوجود، وجود آخر حتى يجتمعا، اجتماع القابل و المقبول، بل الماهية إذا كانت، فكونها بعينها هو وجودها.

و الحاصل: أن الماهية إنما يكون قابلة للوجود عند وجودها في العقل فقط و

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست