responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 216

فلا ينبغي أن تغفل عن نعمه الباطنة.

فأقول لا بد من الملائكة السبعة: ملك جاذب للغذاء إلى العضو، و آخر ممسك له في جوار العضو، و ثالث يخلع عنه صورة الدم، و رابع يكسوه صورة اللحم و العظم و العرق و غيرها، و خامس يدفع الفضل الزائد من حاجة الغذاء، و سادس يلصق ما اكتسى كسوة اللحم باللحم و العظم بالعظم حتى لا يكون منفصلا، و سابع يرعى المقادير و النسب في الإلصاق.

بحث و تحقيق‌

فإن قلت: فهلا فوضت هذه الأفعال إلى ملك واحد و لم احتاجت إلى سبعة أملاك؟

و الحنطة أيضا يحتاج إلى أن يطحن أولا ثم إلى أن يميز عنه النخالة و يدفع عنه الفضلة ثانيا، ثم إلى أن يصب الماء عليه ثالثا، ثم إلى أن يعجن رابعا ثم إلى أن يقطعه كرات مدورة خامسا، ثم إلى أن يرغفها رغيفا سادسا، ثم إلى أن يلصقها بالتنور سابعا، فهلا كانت أفعال الملائكة باطنا كأفعال الأنس ظاهرا؟.

فاعلم أن خلقة الملائكة يخالف خلقة الإنس، و ما من واحد منهم إلا و هو وحداني الصفة ليس فيه خلط و تركيب البتة، فلا يكون لكل واحد إلا فعل واحد، و إليه الإشارة بقوله سبحانه و تعالى:" وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ‌." فلذلك ليس بينهم تنافس و تقابل، بل مثالهم في تعيين مرتبة كل واحد و فعله عليه مثال الحواس الخمس، فإن البصر لا يزاحم السمع في إدراك الأصوات، و لا السمع يزاحم البصر في إدراك الألوان، و لا الشم يزاحمهما، و لا هما يزاحمان الشم.

و ليس كاليد و الرجل، فإنك قد تبطش بأصابع الرجل بطشا ضعيفا فيزاحم به اليد، و قد تضرب غيرك برأسك و يزاحم اليد التي هي آلة الضرب.

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست