responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 199

وقع في الرواية عنه ص أنه قال:" رأيت مرة جبرئيل كأنه طبق الخافقين" و إنما كان يراه في صورة الآدمي غالبا، و كأنه يراه في صورة دحية الكلبي، و كان رجلا حسن الوجه. و الأكثر أنه كان بكاشف أهل المكاشفة من أرباب القلوب بمثال صورته، فتمثل له الملك أو الشيطان له في اليقظة و يسمع كلامه و يقوم ذلك مقام صورته، كما ينكشف في المنام لأكثر الصالحين، و إنما المكاشف في اليقظة هو الذي انتهى إلى رتبة لا يمنعه اشتغال الحواس بالدنيا عن المكاشفة التي تكون بالنوم، فيرى في اليقظة ما يرى غيره في النوم.

فصل في بيان تسلط الشيطان على باطن الإنسان بالوسوسة

فلنمهد لبيانه مقدمة: قال بعض علماء الإسلام:

اعلم أن الجوهر النطقي من الإنسان المسمى بالقلب الحقيقي مثاله مثال هدف ينصب إليه السهام من الجوانب، أو مثل مرآة منصوبة يجتاز عليها أصناف الصور المختلفة، فيرى فيه صورة بعد صورة لا يخلو عنها دائما.

و مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال إما من الظاهر كالحواس الخمس و إما من الباطن كالخيال و الشهوة و الغضب و الأخلاق و الصفات الذميمة.

فإنه مهما أدرك بالحواس شيئا حصل منها أثر في القلب، و كذلك إذا هاجت الشهوة و الغضب حصل من كل منهما أثر في القلب.

و إن كف عن الإحساس فالخيالات الحاصلة في النفس تبقى و ينتقل المتخيلة من شي‌ء إلى شي‌ء.

و بحسب انتقالها ينتقل باطن الإنسان من حال إلى حال فباطنه إذن في التغير دائما من هذه الأسباب.

و أحضر الأسباب الحاصلة فيه هي الخواطر و الأفكار، أي الأذكار التي هي من أنواع‌

نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست