نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 16
بخلاف ما إذا كان لها طرف ذو حقيقة بذاته فيكون هو بذاته مستحقا
للفضيلة و التمام فيكون ما هو أقرب منه مستحقا لفضيلة التقدم على ما هو أبعد فيكون
علة له و مرجحا؛ لوجوده و إذا لم يكن طرف خارج عن الممكنات واجب الوجود بذاته
متقدم فلا يكون للممكنات نسبة قرب و لا بعد إليه و لا يتميز فيما هو المفروض؛ جملة
علة، عن معلول، بل شيء عن شيء. (... و لم يتميز فيما هو ... ق ل).
و أما الثانية؛ فنقول: إن الموجود في نفس الأمر لا يخلو إما أن يكون
موجودا في مرتبة نفس ذاته من حيث" هي هي" أي كما أنه موجود في نفس الأمر
فكذلك موجود عند ملاحظة الذات من حيث هي الذات مع قطع النظر عن اعتبار شيء آخر
معه حتى يكون موجودا بجميع الاعتبارات الواقعة في نفس الأمر منشأ لصحة الحكم عليه
بالموجودية و مصداقا لحمل الموجود فيكون وجوده واجبا لذاته بذاته و هو المطلوب.
أو لم يكن كذلك بل يكون أيسا بعد ليس و فعلا عقيب قوة كالماهيات
الإمكانية حيث إنها وجدت بعد أن لم يكن موجودة و صارت بالفعل حينما كانت بالقوة
بحسب ذواتها و إن لم يكن كذلك في الواقع.
و هذه الصيرورة نحو من التغير فكأنه حركة ذاتية، كما أن الانتقال في
المقولات الأربع المشهورة على التدريج حركة زمانية.
فإذا احتاج الشيء في التغير عما كان عليه بحسب صفة من صفاته كالأين
و الوضع و غيرهما الذي يقال له: الحركة الزمانية إلى مغير، يغيره عن ذلك كما ثبت
في موضعه؛ فبأن يحتاج في التغير عما كان عليه بحسب نفس ذاته من حيث هي إليه، كان
أولى و للقبول أحرى.
ثم إن كان ما يخرج من القوة إلى الفعل بوجه من الوجوه يحتاج إلى مخرج
غير ذاته يخرجه منها إليه فيجب الانتهاء حينئذ إلى سبب و مخرج يكون بالفعل من جميع
الوجوه لئلا يحتاج إلى مخرج آخر دفعا للدور أو التسلسل و هو الواجب الوجود بالذات
و هو المطلوب.
تأييد و تنبيه
قد عبر المعلم الأول في كتاب" أثولوجيا" عن الوجوب بالذات
بالسكون و عن
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 16