نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 145
شهوديا نوريا بنفس ذاته، النور الذي يظهر و يتنور به جميع الأشياء.
فذاته تعالى بهذا الاعتبار سمعه و بصره، بلا تأويل.
و أما عدم وصفه تعالى بالشام و الذائق و اللامس فلعدم ورود هذه
الألفاظ في الشريعة لإيهام التجسم و النقص فيها، فتفطن.
فصل في تكلمه تعالى
قد أطبقت الشرائع كلها على أنه تعالى متكلم.
إذ ما من شريعة إلا و فيها أنه تعالى أمر بكذا و نهى عن كذا و أخبر
بكذا، و كل ذلك من أقسام الكلام.
و المتكلم عبارة عن محدث الكلام في جسم من الأجسام كالهواء و غيرها
فإنا إذا تكلمنا أحدثنا الكلام في بعض الأجسام التي لنا قدرة على تحريكها،
فالمتكلم ما قام به التكلم، لا ما قام به الكلام، كما توهم.
و التكلم- بمعنى ما به يحصل الكلام فينا- ملكة قائمة بذواتنا، بها
نتمكن من إفادة مخزوناتنا العلمية على غيرنا.
و في الواجب تعالى عين ذاته، من حيث يخلق الأصوات و الحروف في أي
موضع كان من الأجسام لإفادة ما في قضائه السابق على من يشاء من عباده.
و ما أثبته المتكلمون من الكلام النفسي، فإن كان له معنى محصل، فيرجع
إلى خطرات الأوهام أو تخيل ما يوجد من الكلام و لا شك في براءته تعالى عنه و عن
سائر ما يختلفه العوام.
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 145