نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 135
بالأشياء الذي هو عين ذاته منشأ لوجودها، فيكون فاعلا بالعناية. و
الله أعلم.
فصل في إرادته تعالى
الإرادة فينا شوق متأكد يحصل عقيب داع هو تصور الشيء الملائم، تصورا
علميا أو ظنيا أو تخيليا، موجب لتحريك الأعضاء الآلية لأجل تحصيل ذلك الشيء.
و في الواجب تعالى، لبراءته عن الكثرة و النقص و لكونه تاما و فوق
التمام، تكون عين الداعي، و هو نفس علمه الذي هو عين ذاته بنظام الخير في نفس
الأمر المقتضي له. لأنه لما علم ذاته الذي هو أجل الأشياء بأجل علم يكون مبتهجا
بذاته أشد الابتهاج، و من ابتهج بشيء ابتهج بجميع ما يصدر عن ذلك الشيء من أجل
أنه يصدر عن ذلك الشيء.
فالواجب تعالى يريد الأشياء لا لأجل ذواتها من حيث ذواتها، بل لأجل
أنها صدرت عن ذاته تعالى فالعناية بهذا المعنى في الإيجاد نفس ذاته تعالى.
و كل ما كان فاعليته لشيء على هذا السبيل يكون فاعلا و غاية معا
لذلك الشيء.
و لو كانت اللذة فينا شاعرة بذاتها و كانت مصدرا لفعل عنها لكانت
مريدة لذلك الشيء.
لذاتها لأجل كونه صادرا عن ذاتها، فكانت فاعلا و غاية معا.
و ما وجد كثيرا في كلامهم من" أن العالي لا يريد السافل و لا
يلتفت إليه في فعله، و إلا يلزم أن يكون مستكملا به، لكون وجوده له أولى من عدمه،
و العلة لا يستكمل بالمعلول."، لا ينافي ما ذكرناه، إذ المراد من الإرادة و
الالتفات المنفيين عن العالي بالقياس إلى السافل هو ما يكون بالذات لا بالعرض.
فلو أحب الواجب مفعوله و أراده لأجل كونه أثرا من آثار ذاته و رشحا
من رشحات فيضه لا يلزم أن يكون وجوده له بهجة و خيرا، بل بهجته إنما هي بما هو
محبوبه بالذات، و هو ذاته المتعالية التي كل كمال و جمال رشح و فيض من جماله و
كماله.
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 135