نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 341
أقول: إني لأعلم من الفقراء من عنده إن فهم هذا المعنى من أطوار
العقل، و قد أثبته و أقام البرهان عليه في بعض موارده من كتبه و رسائله وذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ
يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ[1].
فصل في أن وجوب الوجود تعينه عين نفس ذاته
ففي هذا الفصل حكمان:
أحدهما:إن وجوب وجوده
تعالى عين حقيقته المقدسة.
و ثانيهما:إن تشخصه بمعنى
ما به يتشخص لا المفهوم المصدري نفس ذاته.
أمابيان الحكمالأول: فلأن وجوب الوجود لو كان زائدا
على حقيقتهلامتناع
الجزئية المستلزمة للتركيب لكان عارضا لذاته، فكانمعلولا لذاتهلاحتياجه إلى
المؤثر، و امتناع كون المؤثر سببا منفصلا و إلا لكان للواجب علة موجبة مع كونه
واجبا لذاته. هذا خلف، فلو احتاج إلى مؤثر لكان هو الذات لا غير،و العلة ما لم يجب وجودها استحال أن
يوجد المعلول،لأن وجوب وجود
العلة سبب لوجوب وجود المعلول،و ذلك الوجوبالمعتبر في ذات
الواجبهو الوجوب [الواجب]بالذات لا بالضرورة لاستحالة كونه واجبا بالغير
لأن كل واجب بالغير ممكن لذاته، فيكون وجوب الوجود بالذات قبل نفسه و هذا محال
بالبديهة و الكلام فيه كالكلام في عينية الوجود سؤالا و جوابا فلا نعيده.
و أمابيان الحكمالثاني: فلأن تعينه لو كان زائدا على
حقيقتهبأن تكون حقيقته حقيقة
نوعية متخصصة بالتشخصات أو يكون بحيث يتشخص بأمر زائد على حقيقته سواء كان نوعا
منتشرا أو محصورا في واحد دون غيره كالعقل و الشمس مثلا،لكان معلولا لذاتهبالبيان الذي مرّ في وجوده و وجوبه.و العلة ما لم تكن متعينة لا توجد
المعلولفيكون التعيّن
حاصلا قبل نفسه و هو محال لتوقف العلية على الوجود و هو مساوق للتعين، بل هو عينه
و لا يرد النقض بالصور الجسمية في كونها من حيث نوعيتها و إبهامها علة للهيولى
المتشخصة، إذ الكلام في العلة المستقلة دون الشرائط و المعينات و علة الهيولى كما
سبق جوهر مفارق مع معاونة صورة ما له.
و اعلم إن حقيقة الواجب كما أنه لا يمكن أن يكون معنى نوعيا متشخصا
بأمر