نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 33
و اختار المصنف مذهب المشائين فقال: كل جسم فهو مركب من جزءينهما جوهرانيحل
أحدهما في الآخرمعنى حلول
الشيء في الشيء على ما أدّى إليه نظري هو أن يكون وجوده في نفسه هو بعينه وجوده
لذلك الشيء و هذا أجود ما قيل في تعريفه حيث لا يرد عليه شيء مما يرد على غيره.
و قد يفسّر بالاختصاص بين شيئين بحيث يكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى
الآخر و يرد عليه كون الأعراض و الصور الحالة في محل واحد بعضها حالا في بعض و
ينتقض أيضا بكثير من الصور طردا و عكسا. و قيل: حلول شيء في شيء عبارة عن كونه
ساريا فيه مختصا به بحيث يكون الإشارة إلى (أ ج) [احدهما] عين الإشارة إلى الآخر
تحقيقا أو تقديرا و اعترض عليه بأنه ينتقض بحلول الأطراف في محالها كالنقطة في الخط
و الخط في السطح و السطح في الجسم و يختل طرده بالأطراف المتداخلة، و أجيب عن
الأول تارة بنفي وجود الأطراف و تارة بتخصيص المعرف بالحلول السرياني و تارة بأن
الإشارة إلى الطرف إشارة إلى ذي الطرف فإن الإشارة إلى النقطة مثلا إشارة إلى الخط
الذي هو طرفه و اكتفى باتحاد الإشارة من غير حاجة إلى السريان. و يلزم على هذا أن
يكون المكان حالا في المتمكن إذ الإشارة إلى المكان إشارة إلى طرف المتمكن
لاتحادهما وضعا، و الإشارة إلى الطرف إشارة إلى ذي الطرف كما ذكر هذا إذا كان
المكان هو السطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي، و
أما إذا كان البعد المجرد عن المادة فالنقض به وارد على أي تقدير اللهم إلا أن
يقال: المراد بكون الإشارة إلى أحدهما عين الإشارة إلى الآخر إذ [ان] يكونا
متحدين في الإشارة بحيث لا يمكن عند العقل تباينهما فيها، و بهذا يخرج الجواب عن النقض
بالأطراف المتداخلة.
و منهم من فسّر الحلول بالاختصاص الناعت و اعترض عليه بأنه إن أريد
بالناعت ما يصح بسببه حمل النعت على المنعوت به من مواطأة فلا يصدق على شيء من
أفراده و إن أريد ما يمكن أن يشتق منه اسم يحمل على المحل فيرد عليه اختصاص الكوكب
بفلكه و بالعكس. و كذا المال بصاحبه و الجسم بمكانه، بل المعرض بعارضه.
و ما أجاب عنه بعض المحققين بالفرق بين الاشتقاق الجعلي و غيره محل
تأمل، و قد يقال: المراد بالناعت ما يمكن أن يشتق منه اسم يحمل على المحل و لا
نسلّم أن المتمكن مشتق من المكان بل من التمكن و المتجسم من الجسم بل من التجسم و
كذا
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 33