نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 218
لتزيد تلك الجهة فوق زيادة جهة أخرىإلى أن تعجزلما سبق من
تناهي القوى الجسمانية فتعجز عن إيراد البدل دائما و عن مصادمة الأسباب المحللة
الموجبة لبطلان الرطوبة الغريزية المؤدية لانطفاء الحرارة الغريزية التي هي مركبها
المقتضية لتعطيل القوى لبطلان آلتهافيعرض للموتالذي هو عبارة
عن تعطل القوى عن الأفعال لانطفاء الحرارة الغريزية التي هي آلتها، فإن كان ذلك
لانطفاء الرطوبة الغريزية فهو الموت الطبيعي و إلا فهو الغير الطبيعي على أن هناك
لانطفاء الحرارة الغريزية أمر آخر بطريق العمر لغلبته في الكم و بطريق القهر
لمضادته في الكيف إذ لو فرضنا فعل الغاذية دائما على حد واحد بل يزداد يوما فيوما
لدوام المؤثر- أعني الأسباب المحللة في متأثر واحد هو الرطوبة الغريزية- فالبدل لا
يقاومه، فبالضرورة يتبادى الأمر إلى إفناء التحلل للرطوبة بل لو فرضنا البدل دائما
على مقدار المتحلل فلا خفاء في أنه لا يقاومه لقصوره بحسب الكيفية لأن الرطوبة
الغريزية تخمرت و نضجت في أوعية الغذاء ثم في أوعية المني في الرحم، و البدل لم
يتخمر إلا في الأول فيكون إيراده بدلا منها كإيراد الماء بدلا من الدهن في السراج.
فانظر حكمة الباري و اقض العجب حيث أن المولود يولد أولا و الرطوبة غالبة عليه و
لذلك لا يقدر على الانتصاب و الانبعاث في الحركات، ثم لا تزال الحرارة الغريزية
عاملة في تخفيف رطوباته رويدا رويدا حتى يتهيأ للقعود ثم للانتصاب ثم للمشي، ثم لا
يزال يفعل إلى أن يفني رطوبته بالكلية أو يضعف ضعفا يقوم مقام الفنى فتنطفئ
الحرارة و بانتفائها يحصل الموت، فسبب الموت هو بعينه سبب الحياة و ذلك لأنه لو لم
تكن الحرارة غالبة على الرطوبة لم تحصل الحياة، ثم لزم من غلبة الحرارة على
الرطوبة فناء الرطوبة المستلزم لفناء الحرارة فتسلّط الحرارة على البرودة بقضاء
اللّه تعالى و قدره سبب للحياة أولا و للموت ثانيا.
فصل في الحيوان
و هوجسم مركبمختصمن بين المركباتبالنفس
الحيوانيةلكون مزاجه
أقرب إلى الاعتدال جدا من الأولين، فبعد أن يستوفي درجة الجماد و النبات يقبل صورة
أشرف من صورتيهماو
هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الجزئيات الجسمانية و يتحرك بالإرادة.
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 218