responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 194

فهي مجتمعة معه و لا محذور في ذلك، بل الأنسب بآرائهم أن يقال: شدة كيفية كل من العنصرين معدّة لأن تفعل صورة الآخر لا صورته في مادة ذلك الآخر لا في مادته كما هو المشهور، و كيفية صيغته فهذه الكيفية الضعيفة الحاصلة من تأثير صورة العنصر الحامل و إعداد الكيفية الشديدة القائمة بعنصر آخر لا يجب أن يجتمع معها فلم يلزم كون الكاسر منكسرا.

الثالث: أن الماء الحار إذا اختلط بالماء البارد كسر الحار من برده و من المحال أن يقال للماء صورة توجب الحرارة و تكسر البرودة بل ليس للماء إلا صورة واحدة فعلم أن الفاعل لكسر البرودة هي الكيفية دون الصورة. أقول في الجواب: أنه لا مانع من إفادة الصورة المائية في مادته أو مادة جسم آخر من نوعه أو من غير نوعه حرارة لأجل كونها مقسورة و اعتبر ذلك الأمر و قسه بالحركة الصاعدة للجسم الثقيل الصادرة عن صورة مقسورة مقتضية للحركة النازلة مع عدم القسر. و قد علمت أن الفاعل في الحركة القسرية هو الطبيعة بإعداد القاسر إياها.

الرابع: أن كلام الحكماء مشعر بأن المزاج كلما كان أعدل كانت الصورة الفائضة عليه من المبدأ الفياض أكمل، و قد ثبت بصناعة الطب أن أعدل الأعضاء جلد الأصابع و آخرهما في الاعتدال القلب. فوجب أن يكون تعلق النفس بالجلد لا بالقلب، و هذا الاعتراض مما أورده الإمام الرازي على كلام الشيخ في «الإشارات» و أجاب عنه المحقق الطوسي في «الشرح» بقوله: كون جلد الأصابع أعدل الأعضاء لا يقتضي كونه أعدل الأمزجة على الإطلاق، فإن الأعضاء من حيث هي ليست بقريبة من الاعتدال لغلبة الجزءين الثقيلين عليها، و أيضا ليست الاعضاء مما يتعلق بها الأنفس أولا و المزاج المستعد لقبول الصورة الحيوانية فضلا عن الإنسانية ليس هو مزاج الأعضاء بل هو مزاج الأرواح التي تقرب الأجزاء الثقيلة و الخفيفة فيها من التساوي فهي أول شي‌ء يتعلق به النفوس. ثم أن تلك النفوس يحتاج بسبب محافظة تلك الأرواح و إكمالها الشخصي و النوعي أولا إلى عضو يحصر تلك الأرواح و يمنعها عن التفرق و هو القلب، ثم إلى عضو يغذيها و هو الكبد، و إلى عضو يعدّها لأن تصير مبدءا للحسّ و الحركة و هو الدماغ، ثم إلى سائر الأعضاء عضوا بعد عضو بحسب حاجاتها في أفعالها المختلفة المترتبة إلى أن ينتهي إلى جلد الأنملة و غيره فيستتم بجميع ذلك الشخص على التفضيل المذكور [في كتب الطب‌] فهذا و أمثاله ليس مما يخفى على الناظر

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست