responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 189

إلى بعض بلا توسط أو بتوسط واحد أو أكثر. فالأقسام المحتملة الحاصلة من انقلاب كل منها إلى الثلاثة الباقية اثنا عشر ستة منها تحصل من انقلاب كل من المتلاصقين إلى الآخر و أربعة تحصل من انقلاب كل من المتباعدين بوسط واحد إلى الآخر، و اثنان يحصلان من انقلاب كل من الطرفين إلى الآخر. و المشهور أن الستة الأول تكون بالذات و الستة الباقية لا تحصل إلا بوسط أو وسطين و يكذبه ظاهر قول الشيخ:

أن الصاعقة يتولد من أجسام نارية فارقها السخونة و صارت لاستيلاء البرودة على جوهرها متكاثقة و لا شك أن الصاعقة مما يغلب عليها الأرضية لثقلها و صلابتها. و قد حكى الشيخ أيضا: أنه قد نزل في زمانه من الهواء ما زاد على مائة و خمسين رطلا شي‌ء كالحديد و أيضا صرحوا بأن النار القوية تحيل الأجزاء الأرضية نارا هكذا قيل، و فيه من الكلام ما لا يخفى، و المصنف أشار إلى وقوع هذه الأقسام الستة من الانقلابات في ستة أمثلة معللا بها على قبول هيولى العناصر لانخلاع صورها و التلبس بها اثنان منها بين الماء و الأرض و اثنان منها بين النار و الهواء. و أما اللذان بين الماء و الأرض فأحدهما قوله‌: لأن الماء ينقلب حجرا فإن المياه الواردة على بعض المواضع بعد ما يخرج من منابعها و هي صافية جارية مشروبة ينحجر حجرا قريب الحجم من حجمها في زمان قليل، فليس تكوّن الحجر منها بسبب أن فيها أجزاء أرضية انعقدت حجرا صلبا بعد ما ذهب عنها الماء بالتبخر أو التصوب و إلّا لم يكن الزمان الذي وقع فيه التحجر على حد من القصر لم يقع في أضعافه ذهاب تلك المياه الكثير بالتبخر و لوجب أن يحس فيها لكدورة أرضيته، فإنها لو كان انعقاده من أجزاء أرضية غير محسوسة لغاية قلتها للزم أن لا يتكون إلا شي‌ء قليل من الحجر من مياه كثيرة و ليس الأمر كذلك كما يعاين في مواضع عديدة منها: سيه‌كوه و هي قرية من بلدة مراغة من جملة أذربيجان، بل الحق أن ذلك إنما هو بخاصية في بعض المواضع من الأرض خلق اللّه فيها قوة معدنية شديدة التأثير في التحجر إذا صادفتها المياه تحجرت و ربما كانت في باطن الأرض فظهرت بالزلازل و من هذا القبيل ما نقل من انقلاب بعض الناس حجرا و قد شوهدت في بعض البلاد أشباح حجرية على هيئة أشخاص إنسية من رجال و نساء و ولدان لا يعوزها من التشكيل و التخطيط شي‌ء و أشخاص بهيمية و سائر أمور يتعلق بالإنسان على حالات مخصوصة و أوضاع يغلب على الظن أنها كانت قوالب إنسية و ما يتعلق بها فلا يبعد ظهور مثل هذه القوة على قوم غضب اللّه عليهم.

نام کتاب : شرح الهداية الأثيرية نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست