responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سه رسائل فلسفى نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 308

فانظر كيف شارك نسبة الملكين المسخرين الى اللّه تعالى نسبة اصبعيك في روح الاصبعية و خالف في الصورة، فاستخرج من هذا ما نقل عنه صلّى اللّه عليه و آله انه قال: ان اللّه خلق آدم على صورته فمهما عرفت الأصابع امكنك الترقي الى اللوح و القلم و اليد و اليمين و الوجه و الصورة من غير نقص و وجدت جميعها حقايق غير جسمانية متمثلة بأمثلة جسمانية، فتعلم ان روح القلم و حقيقته، شي‌ء يسطر به؛ فكل جوهر يسطر بواسطته نقوش العلوم الحقة في الواح القلوب، فأحرى به ان يكون هو القلم الحقيقي، اذ لكل شي‌ء حد و حقيقة و هي روحه و ملاك امره، فاذا اهتديت الى الأرواح صرت روحانيا و فتحت لك ابواب الجنان و عالم الملكوت و كنت من اهل بيت القرآن و هم اهل اللّه خاصة، كما ورد في الحديث و اهلت لمرافقة الملأ الأعلى و حسن اولئك رفيقا و في القرآن اشارات كثيرة من هذا النمط، بل معظم آياته امثال يذكر للناس كما مر.

فان كنت لا تقوى على قبول ما يقرع سمعك من هذا الباب الا ما يستند ذلك الى احد من المفسرين في تفسيره العامي، كقتادة أو مقاتل أو مجاهد أو سدي أو غيرهم، فالتقليد غالب عليك و الحجاب غليظ بينك و بين نور البصيرة و كلامنا ليس الا مع المستبصر و مع ذلك فانظر الى هذه التفاسير في معنى قوله تعالى‌ «أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها» [1] و انه تعالى كيف مثل العلم بالماء الذي به حياة كل شي‌ء في هذا العالم، كما بالعلم حياة كل نفس في الآخرة و مثل القلوب بالأودية و الينابيع، لأنها مواضع العلوم التي بها الحياة الابدية و مثل الضلالة بالزبد الذي لا بقاء له و لا قوام، ثم ينبهك في آخرها بقوله تعالى‌ «كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ» [2].

تنبيه تذكيرى‌

بل نقول: كل ما يحتمل فهمك فان القرآن يلقيه أليك على وجه،


[1- 2]. الرعد [13] آيه 17.

نام کتاب : سه رسائل فلسفى نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست