[4][5]و
إذ قد[6]بلغنا هذا المبلغ فقد سألنا بعض أصحابنا أن نتكلم عن المذاهب
المستفسدة التي للقدماء في مبادئ الطبيعيات قبل الكلام في الطبيعة. و تلك المذاهب
مثل المنسوب إلى ماليسوس[7]و
برمانيدس أن الموجود واحد غير متحرك، ثم يقول ماليسوس[8]إنه غير متناه، و يقول[9]برمانيدس
إنه متناه، و مثل مذهب من قال إنه واحد غير متناه قابل للحركة إما ماء أو هواء أو
غير ذلك، و مذهب من جعل المبادئ غير متناهية العدد، و إما أجزاء[10]لا تتجزأ مبثوثة في الخلاء و إما أجساما صغارا[11]مشابهة لما يكون عنها مائية[12]و هوائية و غير ذلك مخالطة[13]كلها[14]للكل، و سائر المذاهب المذكورة في كتب المشائين. و أن نتكلم على
النحو الذي نقضوا به مذاهبهم، فنقول إن مذهب ماليسوس[15]و برمانيدس فإنا غير محصلين له، و لا يمكننا أن ننص على ما عرضهما
فيه، و لا نظنهما يبلغان من السفه و الغباوة هذا[16]المبلغ الذي يدل عليه ظاهر كلامهما[17]، فلهما كلام أيضا في
الطبيعيات و على كثرة المبادئ لها مثل قول برمانيدس بالأرض و النار، و على تركيب[18]الكائنات منهما، فيكون وشيكا أن تكون إشارتهما إلى الموجود الواجب
الوجود الذي هو بالحقيقة موجود، كما تعلمه في موضعه، و أنه غير متناه