نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 251
[الفصل الرابع عشر] ن- فصل[1]فى النظر فى أمر جهات الحركات الطبيعية و هى المستقيمة[2]
و مما[3]يجب علينا نحقق[4]القول
فيه أمر جهات الحركات الطبيعية و أنها كيف تتحد و نبدأ بجهات الحركات المستقيمة،
فنقول: قد سلف من قولنا: إن الجهة لا محالة متحددة فى البعد، و تحددها لا يخلو أما
أن يكون عند جسم أو عند لا جسم، و محال كما بينا أن يكون فى الخلاء تحدد لجهة[5]، فيجب أن يكون التحدد عند
جسم. و لأن المتحرك على الاستقامة يخلف جهة و يقصد جهة فلا يخلو[6]إما أن يكون كل واحد[7]من
الجهتين يتحدد بجسم على حدة، أو تكون الجهتان تتحددان بجسم واحد. و التحدد إنما
يكون تحددا متقابلا[8]بجسم واحد، إذا كان أحد الحدين فى غاية القرب منه و الآخر فى غاية
البعد منه. و لا تتحدد[9]غاية
البعد[10]من الجسم كما تتحدد غاية القرب منه إلا بأن تكون على جهة إحاطة[11]و مركز[12]، حتى يكون الجسم الواحد
يوجب الحدين جميعا. و يجب[13]أن
يكون الجسم المحدد محيطا لا جسما موضوعا كالمركز، و ذلك لأنه إن كان موضوعا
كالمركز تحدد[14]القرب منه و لم يتحدد البعد، بل المحيط هو الذي يحدد القرب منه[15]و البعد عنه. و أما إذا كان التحدد بجسمين فلا يخلو إما[16]أن يكون أحدهما كالمحيط و الآخر كالمركز، و إما أن لا يكون كذلك. فإن
كان أحدهما كالمحيط و الآخر كالمركز، كان المحيط كافيا فى أن يجعل للبعد حدين، و
إن لم يكن الذي فى المركز فيكون التحدد بالذى فى المركز بالعرض.
فأما إذا كان التحدد بجسمين فنقول أولا: إنه لا يجب حينئذ أن يكون
بعض سطح الجسم الواحد البسيط