نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 148
ما بينهما إلى حجم أكبر، يحدث من ذلك وقوف معتدل عند قوام معتدل[1]: فليكفنا[2]هذا القدر من الكلام فى المكان[3]، و لنتكلم[4]الآن فى الزمان.
[الفصل[5]العاشر]
ى- فصل فى ابتداء القول فى الزمان و اختلاف الناس فيه و مناقضة المخطئين فيه
إن النظر فى أمر الزمان مناسب للنظر فى أمر المكان، لأنه من الأمور
التي تلزم كل حركة، و الحال فى اختلاف الناس فى وجوده و ماهيته كالحال فى المكان.
فمن الناس من نفى أن يكون للزمان[6]وجود
البتة، و منهم من جعل له وجودا لا على أنه[7]فى الأعيان الخارجة[8]البتة
بوجه من الوجوه، بل على أنه أمر متوهم[9]، و منهم من جعل له وجودا لا
على[10]أنه أمر واحد فى نفسه، بل على أنه نسبة ما على جهة ما لأمور[11]أنها كانت إلى أمور أنها كانت. فقال إن الزمان هو مجموع أوقات، و
الوقت عرض حادث يعرض[12]وجود عرض آخر مع وجوده بحضور[13]، فهو وقت للآخر أى عرض حادث
كان، و منهم[14]من جعل للزمان وجودا و حقيقة قائمة، فمنهم من جعله جوهرا قائما
بذاته. فأما[15]من نفى وجود الزمان، فقد تعلق بشكوك من ذلك أن[16]الزمان إن كان موجودا، فإما أن يكون شيئا منقسما، أو يكون شيئا غير
منقسم، فإن كان غير منقسم فمستحيل[17]أن
يكون منه سنون[18]و شهور و ساعات و ماض[19]و
مستقبل