نام کتاب : الشفاء - الطبيعيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 138
مكان الماء كما لو كان الماء على شكل محيط به سطح مقبب و سطح مقعر و
سطحان آخران على هذه الصورة[1]، لم يكن السطح المقعر من
المحيط به[2]وحده مكانه، بل جملة السطوح التي تلاقى جميع جهاته فيشبه أن تكون
جملة السطوح التي تلاقى الماء من جميع جهاته[3]مقعرا من الجرة و محدبا من الجسم الذي فى داخل الماء هو المكان له.
لكن هاهنا شيء واحد ليس هناك، و هو أن المقعر من الشكل الذي صورناه ليس يحيط به
وحده، بل إنما تحيط به السطوح الجملة[4]كسطح
واحد، و هناك ليس الأمر كذلك، بل بالمقعر[5]كفاية فى الإحاطة[6]به،
كان السطح المحدب أ و لم يكن، و هناك أيضا سطحان متباينان ليس يأتلف منهما شيء
واحد، يكون مكانا، و أما فى هذا الشكل فإنه يأتلف من جملة السطوح الملاقية سطح
واحد يلاقى سطحا واحدا، فيشبه أن يكون حيث[7]يحصل من الجملة[8]واحد.
فإن الجملة تكون مكانا واحدا و تكون الأجزاء أجزاء المكان، و لا يكون شيء منها
مكانا للكل و حيث لا يحصل[9]لا
يكون. و أما حجج نفاة المكان، فالحجة الأولى يقال عليها إن المكان عرض، و يجوز أن
يشتق منه الاسم لما هو عرض فيه[10]، لكنه لم يشتق لأنه لم يوقف
عليه بالتعارف و مثل هذا كثير. و اذا اشتق فلا يجب أن يكون ذلك الاسم هو لفظ
المتمكن، فإن المتمكن مشتق من التمكن[11]و
ليس التمكن، هو كون[12]الشيء ذا عرض هو مكان لشيء[13]، و يجوز أن يكون فى الشيء
عرض و يشتق[14]منه الاسم لغيره كالولادة فهى فى الوالد[15]، و العلم فهو فى العالم، و
يشتق منه للمعلوم الاسم، و ليس العلم فيه، فيجوز أن يشتق من المكان اسم المتمكن، و
لا يكون المكان فيه، بل هو فى المكان[16].
و لكن كون الجسم محيطا بجسم آخر حتى يكون سطحه الباطن مكانا له[17]هو معنى معقول يجوز أن يشتق منه اسم لذلك المحيط لو كان اشتق له منه[18]مصدر، و المكان ليس بمصدر، فلم[19]يتفق أن يشتق منه على هذه الجهة مصدر فليس يجب من هذا أن لا يكون
المكان عرضا.
و أما التشكيك[20]الثاني
فالجواب عنه أن المكان ليس بجسم و لا مطابقا للجسم، بل محيطا به بمعنى أنه منطبق
على نهايته[21]انطباقا أوليا. و قولنا إن المكان مساو للمتمكن قول مجازى[22]، أريد به كون المكان مخصوصا[23]بالمتمكن