responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 62

مركبة بناء على ما ذكرتم و الجواب من وجهين أحدهما منع كون الهيولى أمرا بالفعل فإن كونها في ذاتها جوهرا لا يوجب أن يكون أمرا محصلا بالفعل من جملة الأشياء الموجودة بل إنما يوجب أن يكون بعض الموجود بالفعل في طريق الوجود بانضمام الصورة إليه و كذا كونها هيولى أو مستعدة ليس يزيد عليها إلا أن يكون من شأنها أن يصير شيئا فإن الفرق ثابت بين كون الشي‌ء بعض موجود محصل و كونه شيئا حاصلا و كذا بين كون الشي‌ء مستعدا لأن يوجد بالفعل نوعا من الأنواع و بين أن يكون ذلك النوع فالهيولى ليست إلا مستعدا أن يكون شيئا من الأشياء الخاصة أما كونها جوهرا فمعناه ليس إلا كونها أمرا ليس في موضوع فهما معنيان أحدهما ثبوتي اعتباري و الآخر سلبي أما الذي منهما ثبوتي فهو أنها أمر عام مبهم غاية الإبهام و المبهم بما هو مبهم لا وجود له في الأعيان ما لم يتعين و العام بما هو عام لا يكون شيئا بالفعل ما لم يتخصص و لا يصير الشي‌ء بالفعل شيئا حاصلا بمجرد المعنى العام ما لم ينضم إليه صورة يحصله و فصل يخصصه فصورة الهيولى و فصلها الذي يتوهم أنها به تصير نوعا محصلا من الأنواع هو أنها مستعدة بالقوة و الاستعداد و ما يجري مجراه أمر عدمي إلا أنه لا بد أن يتقوم بأمر به يقع الاستعداد و هو الصورة الموجودة التي يقوم بها الهيولى و أما نفس الهيولى باعتبار ذاتها فليست إلا قوة محضة و استعدادا صرفا و الوجه الثاني أن اختلاف الحيثين قد يكون موجبا للتركيب الخارجي و هو عند ما كانت الحيثيتان غير مجتمعتين في الوجود الواحد كالحركة و السكون و التقدم و التأخر و قد يكون موجبا للتركيب الذهني فقط و هو عند ما كانت الحيثيتان مجتمعتين في الوجود كالماهية و الوجود و كالجنس و الفصل إذا تقرر هذا فنقول إن الجوهرية و الاستعداد مع قطع النظر عن كون شي‌ء منهما عدميا أو لا فنسبتهما إلى الهيولى كنسبة الجنس و الفصل إلى النوع البسيط لا كنسبة المادة و الصورة إلى المركب و إنما قال بلفظ التشبيه لأن فصل الشي‌ء بالحقيقة معنى وجودي محصل للجنس نوعا خاصا من جملة الأنواع الموجودة المتأصلة في الأعيان و ليس قولنا مستعد من هذا القبيل لكنه شبيه بالفصل لكونه جزءا خاصا لمعنى الهيولى وحدها الذي هو قولنا جوهر مستعد

[في أن الصورة الجسمية لا ينفك عن طبيعته النوعية]

قوله فقد بان من هذا أن الصورة الجسمية من حيث هي صورة جسمية محتاجة إلى مادة و لأن طبيعة صورة الجسمية في نفسها من حيث هي صورة جسمية لا يختلف لأنها طبيعة واحدة بسيطة ليس يجوز إلى آخره‌ يريد بيان أن كل جسم سواء كانت من هذه الأجسام التي تقبل الانفكاك أو كانت من الأجرام الفلكية فهو مركب من الهيولى و الصورة و أن الصورة الجسمية من حيث هي صورة جسمية مفتقرة إلى مادة أينما وجدت و كيفما وجدت و اعلم أن المنهج الثاني لإثبات الهيولى مستقل الدلالة على حاجة الجسمية بما هي جسمية إلى المادة و على تركيب الجسم من الجوهرين في جميع الأجسام فلكية كانت أو عنصرية إذ ما من جسم إلا و فيه قوة قبول شي‌ء من الأشياء و أقلها الحركة و الفلكيات كلها قابلة للحركة كما برهن عليه في علم الطبيعة فهي مركبة من مادة قابلة و جوهر صوري و أما المنهج الأول و هو برهان الاتصال و الانفصال فهو أولا جار في هذه الأجسام التي قبلنا ثم محتاج إلى التعميم بضم مقدمة أخرى و هي كون الجسم بما هو جسم طبيعة نوعية محصلة لا يختلف بالحاجة و الغنى إلى شي‌ء في نحو الوجود و لهذا ذكر الشيخ واو العاطفة في قوله و لأن طبيعة صورة الجسمية إشارة إلى أن هذا المطلب قد خرج من الحجة الثانية لكنا نريد أن نستعمل في إثباته الحجة الأولى و نتمها في بيانه فنقول إن الطبيعة الجسمية لا مما لا يختلف أفرادها في نحو الوجود بأن يكون بعضها محتاجة إلى مادة كما في الأجسام القابلة للانفصال و بعضها غير محتاجة بل قائمة بذاته كما في الأجسام الفلكية و إنما قلنا لا يختلف في نحو الوجود في الحاجة و الغنى لأنها طبيعة نوعية بسيطة ليس يجوز أن يكون محتاجة كأجناس البسائط إلى فصول ذاتية يحصلها نوعا بسيطا يتم بها حقيقة جسميتها نعم يمكن أن يحتاج إلى فصول يدخل عليها و يجعلها نوعا كاملا زائدا معناه و وجوده عن معنى الجسمية و وجودها بأن يصير حيوانا أو فلكا أو شجرا أو نوعا آخر و تلك الفصول لا محالة مأخوذة من صورة مقارنة أيضا للمادة و لا يكون حكمها حكم الفصول الحقيقية التي وجودها مضمنة في وجود الجنس التي لا يمكن للجنس وجود لا في الخارج و لا في الذهن إلا بواحد منها قوله و بيان هذا أن جسمية إذا خالفت جسمية أخرى فيكون لأجل أن هذه حارة و تلك باردة و هذه لها طبيعة فلكية و تلك لها طبيعة أرضية يريد إقامة البرهان على كون الجسم بما هو جسم طبيعة واحدة نوعية و هو مبني على مقدمتين أحدهم صغرى و هي أن الجسمية بما هي جسمية لا يختلف أفرادها إلا بأمور خارجية و أخرى و هي كبرى و هي أن كل معنى كلي لا يحتاج في تحصله نوعا في الخارج و امتياز أفراد بعضها عن بعض إلى أمور داخلية مضمنة معناها في معناه بحسب الوجود كالفصول البسائط بل ربما يحتاج إلى أشياء

نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست