responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 51

إلى أن يجي‌ء البرهان الدال على امتناع تناهيه و كذا يمكن تصور معناه من غير أن يخطر بالبال تناهيه و من تصور جسما لا تناهيا فليس فمن تصور شيئا تناقضا أو تصور جسما لا جسما بل من زعم أن جسما غير متناه فلم يتصور الموصوف أو الموضوع إلا جسما و لم يخطى‌ء في تصوره لكنه أخطأ بالتصديق في نسبة أحدهما إلى الآخر أو التقييد كمن قال إن الجسم إله فإنه أخطأ في التصديق لا في تصور طرفيه فكذا من قال الجسم الإله و لا كذلك من تصور جسما غير جوهر و قال بأن الجسم لا جوهر فإنه لم يتصور بعد الجسم بحقيقته ثم على فرض لزوم التناهي و السطح في تحقق الجسم جسما فيكفي فيه سطح واحد فقط مجردا عن بعد آخر يكون طولا أو عمقا كالمستديرات من الأجسام كالكرة و الحلقة المفرغة و الشلجمي و اعلم أنه إلى هنا تم البيان في إبطال أن يكون لوجود الطول و العرض و العمق بأحد من المعاني المذكورة مدخلية في تتميم وجود الجسم بما هو جسم و لا أيضا يكون من لوازم الجسمية لأن كلا من هذه المعاني يرجع إلى الخط و إلى السطح لكن الشيخ أراد الاستظهار فأبطل سائر المعاني في صلوحها للتعريف بوجه مستأنف فذكر أنه ليس من شرط الجسم بما هو جسم بعد فرض أن يكون ذا أبعاد أن يكون أبعاده متفاصلة كما يقتضيه أحد معاني الطول و العرض و العمق فإن المكعب جسم و ليست أبعاده سواء أريد بها الخطوط و السطوح متفاضلة فإن له ستة سطوح متساوية و اثنا عشر خطوطا متساوية و كذا ليس من شرط أن يكون الجسم جسما أن يكون موضوعا تحت السماء ليعرض لأجزائه الفوقية و التحتية و غيرهما لأجل جهات العالم حتى يكون ذا طول و عرض و عمق بالمعنى الأخريان يكون طوله هو امتداده الواقع بين السماء و الأرض أو بين المحدد و المركز أو أخذ من جانب المركز إلى جانب السماء و الباقيان على قياسه و أن يكون عمقه هو الأخذ من الفوق إلى أسفل و الباقيان على قياسه بل الذي يلزم الجسم في وجودها جسما أن يكون إما السماء أو في سماء لا أحدهما بخصوصه فإذا كان السماء سيما القصوى لا يكون ذا طول و عرض و عمق بهذا المعنى و لا بشي‌ء من المعاني السابقة اللهم إلا أن يكون متحركا بثلاث حركات مقاطعها تارة على الأقطاب و أقطابها واقعة على المناطق إحداهما بالذات و الأخيران بالعرض‌ قوله فبين من هذا أنه ليس بحسب أن يكون في الجسم ثلاثة أبعاد بالفعل إلى آخره‌ يعني إذا بطل بالبيان المذكور استلزام الجسمية للأبعاد الثلاثة بالفعل لشي‌ء من المعاني المذكورة فليس لأحد أن يلجى‌ء نفسه في تعريف الجسم إلى فرض الأبعاد الثلاثة فيه بالفعل فإن فرض الأبعاد غير لازم الجسمية فكيف وجودها و كذا إمكان وجود الأبعاد أيضا غير واجب في كل جسم بل الذي من لوازم الجسم الشامل لجميع أفراده المانع لدخول غيره الصالح لأن يكون رسما بل حدا للجسم أنه الجوهر الذي يمكن لأحد أن يفرض فيه أبعادا ثلاثة على الوجه الذي مر و اعلم أن فرض الأبعاد الثلاثة المتقاطعة على قوائم يمكن على وجهين أحدهما بحسب الإدراك العقلي كليا و الثاني ما بحسب الإدراك الوهمي جزئيا و ذلك لا يتصور و لا يمكن وجوده إلا للمقدار فعلى الأوجه الأول يصلح أن يكون مأخوذا في الحد و على الوجه الآخر لا يكون التعريف إلا رسما و اعلم أنه لا يمكن لأحد أن يفرض بعدا عموديا في جسم واحد بهذه الصفة أي بأن يكون موضع التقاطع منه نقطة واحدة إلا ثلاثة لا أزيد منها و أما إذا لم يكن الأبعاد على وصف التقاطع أو يكون التقاطع لا على نقطة واحدة أو يكون على نقطة واحدة لكن لا يكون تقاطعها على زوايا قوائم فيمكن فرضها أزيد من الثلاثة فإن المكعب فيه اثنا عشر خطوطا كلها أعمدة يكون تقاطع بعضها لبعض على زوايا قوائم لكن على نقاط متعددة فإن فيه أربع نقاط كل واحدة منها موضع التقاطع ثلاثة أعمدة لا غير

[في إطلاق الصورة بمعنى الحقيقة]

قوله و كون الجسم بهذه الصفة هو الذي يشار بها لأجله إلى الجسم بأنه طويل عريض عميق إلى آخره‌ يعني كون الجسم بحيث يمكن أن يفرض فيه خطوط ثلاثة متقاطعة على زوايا قوائم هو ماهية الجسم و حقيقته و هو الذي من جهته يشار إلى الجسم في التعريف المشهور بأنه جوهر ذو طول و عرض و عمق و أنه جوهر قابل للأبعاد الثلاثة و ليس المراد منه أن هذه الامتدادات موجودة فيه بالفعل حتى إنه لو كانت موجودة فيه كالمكعب فليست جسميته من جهة وجودها بالفعل بل من جهة الكون المذكور فقط كما أنه إذا قيل إن الجسم هو المنقسم في الجهات ليس يعني بذلك أنه منقسم بالفعل مفروغ عن تقسيمه كما هو مذهب القائلين بالجواهر الفردة أو النظام من المعتزلة بل إنما المراد به عند الحكيم أن من شأنه بما هو جسم أن يقبل الانقسام في تلك الأبعاد أو من شأنه أن يفرض فيه ذلك فهذا ملاك الجسمية و حقيقته معنى الجسم و غير ذلك من المعاني من الأعراض المفارقة لبعض أنحاء وجوده كما أن معنى الجوهر الذي يصلح أن يكون جنسا لأفراده المحصلة النوعية هو كون الماهية بحيث يكون وجوده الخارجي لا في موضوع لا كونه بالفعل لا في موضوع و إلا لم يكن ماهية الجوهر التي في موضوع الذهني جوهرا بل هذا المعنى من العوارض الغير اللازمة لماهية الجوهر بما هو جوهر هكذا يجب أن يفهم معنى الجسم و يعرف به و هو أنه الجوهر الذي كماله الأول و صورته التي بها تمام ماهيته أن يكون بحيث يمكن أن يفرض فيه تلك الأبعاد و الأقسام على الوجه المذكور و هو أي الجسم بسبب هذا

نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست