responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 236

أحدهما أن يكون العلة و المعلول مشتركين في استعداد المادة كالنار الحاصلة من نار أخرى كما سبق و ثانيهما أن لا يكونا كذلك فيكون الاستعداد فيهما مختلفان و ذلك كضوء الشمس الفاعل لضوء الأرض و القمر إذ الضوءان و إن كانا مشتركين في المعنى لكن ليس استعداد المادة في العلة و المعلول متفقا و لا المادتان من نوع واحد فإن مادة العلة هي جوهر الشمس و مادة المعلول هي جوهر الأرض مثلا و معلوم أن ضوء الشمس أشد من ضوء الأرض فإن كان شرط تساوي الكيفيتين في الماهية النوعية عدم اختلافهما في الكمال و النقص كما هو عند أتباع المشائين لم يكن الشخصان متماثلين و إن لم يكن ذلك شرطا كما هو عند أتباع الرواقيين فجاز اتفاقهما في النوع و اختلافهما بالعوارض و المشخصات كالمادة و نحوها لكن الظاهر أن النور الفلكي سيما الشمس الذي يفعل هذه الأفعال العجيبة و الآثار العظيمة من إحياء الموت و نشو الحيوان و النبات و إن كان على سبيل الإعداد دون الإيجاد لا تساوي السانح على وجه الأرض في تمام الحقيقة النوعية

[في بيان أقسام الاستعداد التام و الناقص‌]

قوله و أما القسم الأول و هو أن يكون الأمران مشتركين في استعداد المادة فهو أيضا على قسمين لأن ذلك الاستعداد إما أن إلى آخره‌ المراد من استعداد المادة المأخوذة في القسم الأول مطلق الاستعداد الأعم من التام و الناقص و ذي المعاون و ذي المعاوق ليحتمل الانقسام إلى هذه الأقسام الخمسة فيقال الاستعداد المشترك بين الفاعل و المنفعل إما أن يكون تاما في المنفعل أو ناقصا و المراد من الأول ما لا يكون في طباع المستعد معاوق جوهري أو مضاد عرضي لما هو مستعد له كاستعداد الماء المتسخن لقبول البرودة إذ ليس في طباع الماء و هو صورته الباقية عند التسخن معاوقة لقبول البرودة بل فيه معاونة له كما في أحد الأقسام للاستعداد التام و مثال الاستعداد الناقص كاستعداد الماء لقبول السخونة من ماء متسخن آخر و هو أي الاستعداد التام على ثلاثة أقسام الأول أن يكون في القابل المستعد قوة معاونة له في قبول ما يستعده و يكون باقية فيه على وجه الإعانة كما في المثال المذكور آنفا الثاني أن يكون فيه قوة مضادة لما يقبله لكنها مما يبطل عند حدوثه الثالث أن يكون خاليا من الأمرين لا معين يعاونه و لا ضد يعاوقه فهذه خمسة أقسام و باقي ألفاظ الكتاب واضحة و الأمثلة في الأقسام معلومة الأمثال الشعر إذا شاب عن سواد من أقسام التام الاستعداد لأن مشاركة الفاعل و المنفعل في استعداد المادة هناك غير معلومة و الأولى أن يورد استعداد الماء ماء بسبب النار بدله في المثال لأنه كما ذكره الشيخ من القسم الذي يكون استعداد المنفعل فيه تاما و كان في المادة ضد لما يقبله و لكن بطل و لم يبق فيكون من القسم الثاني من أقسام التام الاستعداد

[في بيان الانواع المنحصرة في الفرد إنما يكون في الخارج لا في الذهن‌]

قوله و لقائل أن يقول إنكم قد تركتم اعتبار قسم واحد و هو أن لا يكون مشاركة في المادة أصلا إلى آخره‌ احتمال هذا القسم ساقط عن درجة الاعتبار لأن مقسم هذه الأقسام هو ما يكون العلة و المعلول كلاهما من نوع واحد و البرهان قائم على الأمور المتحدة في الماهية النوعية لا بد في اختلافهما بالعدد من عوارض مادية لأن اختلافها و تعددها لا يمكن أن يكون بالماهية أو بلازم من لوازمها و إلا فلم يوجد منها واحد و إذا لم يكن واحدا لم يكن كثيرا إذ الواحد مبدأ العدد فلا بد أن يكون التعدد بأعراض مفارقة و كل عرض ممكن الافتراق يحتاج إلى مادة فالنوع الواحد المتعدد و الأفراد مفتقر إلى مادة حاصلة لتشخصات أفرادها فالنوع المفارق يمتنع أن يوجد الأغيار واحدا فكون العلة و المعلول من نوع واحد مع كونها بلا مادة توهم باطل و كذا كون العلة مادية و المعلول مجردا أيضا باطل سواء كانا متفقين نوعا أو مختلفين لأن تأثير القوة الجسمانية بمشاركة الوضع فلا تأثير لها فيما لا وضع له بالقياس إليها و أما كون العلة مجردة و المعلول ماديا فذلك جائز بشرط اختلافهما نوعا و الكلام في الفرق بين هذين المتعاكسين بالإمكان و عدمه يحتاج إلى توضيح و تحقيق لا يحتمل هذا المقام‌ قوله بيان الحكم في كل واحد من الأقسام الخمسة فإنا نورد الحكم في قسم قسم منها إلى آخره‌ يريد بيان الحكم في كل واحد من الأقسام الخمسة المندرجة تحت ما يكون الفاعل و فعله من نوع واحد من جهة إمكان المساواة بينها و عدمه فيما يقبل الزيادة و النقصان أما القسم الأول من الترديد الأول لهذا الباب هو الذي لا اشتراك بينهما في استعداد المادة قريبا كان أو بعيدا فحكم فيه بإمكان المساواة و إمكان اللامساواة بل إمكان الزيادة في جانب الفعل على ما في الفاعل من الكيفية القابلة للشدة و الضعف و نحوها و ذلك لأجل خصوصيته في جوهر إحدى الماديتين أو في كلتيهما إلا بمنع المساواة أو الزيادة و أما المثال الذي ذكره الشيخ في إمكان المساواة من مشايعة كرة الأثير لفلك القمر أو محدبها المقعرة ففيه أن حركة الأثير

نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست