responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 116

ليست هي في ذاتها موضوعة للوحدة الاتصالية و لا الكثرة التي تقابلها فليست هي في ذاتها واحدة و لا كثيرة حتى ينعدم بزوال أحدهما عنه طريان الأخرى فالبرهان الدال على وجودها دل على أن وجودها وجود مبهم هو قوة كل وجود و وحدتها التي لها في ذاتها وحدة مبهمة ناقصة لا يأبى عن اجتماعها مع الاتصال و الانفصال و الوحدة و الكثرة العدديتين من جهة الصور الجسمانية و أما الأجسام فليست كذلك بل لكل منها وحدة عددية إذا بطلت بطلت ذاتها الشخصية و قوله ثم عليك أن تعلم مما سلفك حقيقة هذا و ما فيه و عليه إشارة إلى ما ذكره في المقالة السابقة من الفن الثاني من المنطق و هي في المتقابلات و أحوالها سيما المذكور فيها من تحقيق حال التضاد و كيفية وحدة الموضوع و دفع الشكوك التي يرد عليه و بيان الخواص التي للمتضادين فإن بالاطلاع على ذلك يظهر و يتبين أن التقابل الذي بين الواحد و الكثير ليس من صنف تقابل التضاد

[في بيان عدم تقابل العدم و الملكة بين الوحدة و الكثرة]

قوله فلينظر هل التقابل بينهما تقابل الصورة و العدم إلى آخره‌ ليس يمكن أن يكون تقابل الوحدة و الكثرة تقابل الملكة و العدم لوجهين الأول أن هذا العدم عبارة أن لا كون شي‌ء عما من شأن نفسه أو من شأن نوعه أو من شأن جنسه أن يكون ذلك الشي‌ء كما معنى في المنطق فيلزم عليك أن كان ذلك العدم منهما هو الوحدة أن تجد لكل واحد وجها به صارت الوحدة فيها عدما للكثرة التي من شأنه أو من شأن نوعه أو جنسه أن يكون له الكثير و إن كان العدم منهما هو الكثرة أن تجد لكل أشياء كثيرة وجها آخر به صارت الكثرة فيها عدم الوحدة التي من شأن تلك الأشياء أو شأن نوعها أو جنسها أن يتوحد بتلك الوحدة و إنما اقتصر الشيخ على النوع لأن إمكان الشخص غير محتمل هاهنا و لعله أراد بالنوع النوع الإضافي و أن كل جنس فهو نوع باعتبار ثم إنه معلوم أن الأمر ليس كذلك في شي‌ء منهما فإن المراد من كون الشي‌ء ممكنا أن يكون كذا بحسب نوعه أو من شأن نوعه أن يكون كذا أن ذلك الشي‌ء بعينه مما يمكن له من جهة نوعه ما تحقق في فرد آخر من النوع لا أن نوعه فقط مما يمكن أن يصير كذا فإذا قلنا إن زيدا الأعمى مثلا من شأن نوعه أن يكون بصيرا معناه أن زيدا بخصوصه له إمكان البصر من جهة كونه إنسانا و ليست الوحدة و الكثرة من هذا القبيل فالواحد الشخصي مثلا يستحيل أن يصير أشخاصا و لا يمكن له ذلك لا من جهة شخصه و لا من جهة نوعه و لا من جهة من الجهات و كذا الأشخاص الكثيرة لا يمكن أن يصير شخصا واحدا لشي‌ء من الإمكانات و كذلك الحال في سائر أقسام الوحدة و مقابلاتها من الكثرات الوجه الثاني أن في تقابل العدم و الملكة لا بد أن يكون أحد المتقابلين وجوديا و الآخر عدم ملكة له لاستحالة أن يكون شيئان كل منهما عدما للآخر فإذن لا بد أن يكون إما الوحدة و إما الكثرة أمرا معقولا بنفسه ثابتا بذاته و هو الملكة و الآخر الذي هو عدمه أمرا غير معقول بنفسه و لا ثابتا بذاته إذ الأعدام لا تعقل و لا يعرف إلا بالملكات لأنها أعدام مضافة ليست أعداما مطلقة فقوم من القدماء الذين جعلوا تقابلهما من العدم و الملكة جعلوا الوحدة من حيز الملكة و الكثرة من حيز العدم و عندهم أن هذا التقابل أول المضادة بين الأشياء و إطلاق التضاد على هذا التقابل بناء على اصطلاحهم في عدم اشتراط كون المتضادين وجوديين البتة و أنهم رتبوا لما تحت الملكة الصورة و مقابلها العدم و هو المادة و الخير و عدمه الشر و الفرد و عدمه الزوج و النهاية و عدمها اللانهاية و اليمين و عدمه اليسار و النور و عدمه الظلمة و الساكن و المستقيم و المربع و العلم و الذكر و عدمها المتحرك و المنحني و المستطيل و الجهل و الأنثى و أما الشيخ فجعل الوحدة أولى بأن يكون عدما و ذلك لأنه حد الوحدة بعدم الانقسام و الكثرة بقبول التجزئة و هذا الوجه ليس بشي‌ء أما أولا فلأنك قد عرفت أن لا حد للوحدة كما لا حد للوجود بل هي غير مفتقرة إلى تعريف لأنها أعرف الأشياء بحسب المفهوم و الذي ذكره من عدم انقسامها لازم من لوازمها و يجوز أن يكون للموجود الحقيقي لوازم سلبية و أما ثانيا فلما سيظهر لك أن حقيقة الوحدة و الوجود واحدة بالذات و إنما التغاير بينهما في المفهوم و أما ثالثا فلأن الشيخ قائل صريحا بأن الاتصال الحقيقي للجسم أمر وجودي و هو ضرب من ضروب الوحدة العددية بل الحق أن الوحدة و الكثرة كلاهما وجوديان لكن الوجود في الوحدة أقوى و في الكثرة أضعف و بعض الوحدات مما لا كثرة بإزائها كوحدة الباري جل اسمه و التي بإزائها كثرة ليست تلك الكثرة هي عدمها بل قد يلزم عدمها كما في زوال الاتصال بالقسمة و قد لا يلزم كما في عدم زيد و بالجملة ليس شي‌ء من الوحدة و الكثرة عدما للآخر أما الكثرة فلما ذكره من أنها يتألف من الوحدة و يتقوم بها و عدم الشي‌ء يمتنع أن يتقوم به فكيف يتصور أن يكون الملكة موجودة في العدم كبصر يوجد في العمى و كحركة يوجد في السكون حتى يكون عدة أبصار و يحصل من اجتماعها حركات يحصل من اجتماعها السكون و أما الوحدة فلأنه يلزم من كونه عدما حصول الملكة

نام کتاب : الحاشية على الإلهيات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست