فرس 2، و ذلك شجر، و نحو
ذلك؛ و تارة بأنّ هذا بالفعل و ذاك بالقوّة، و هذا واحد و ذاك كثير، و هذا حادث و
ذاك قديم، و هذا ممكن و ذاك واجب 3، و هكذا.
و قد ثبت بما أوردناه في
الفصل السابق 4: أنّ الكثرة من الجهة الاولى- و هي الكثرة الماهويّة- موجودة في
الخارج بعرض الوجود 5، و أنّ الوجود متّصف بها بعرض الماهيّة 6؛
2- قوله قدّس سرّه:
«تارة من جهة أنّ هذا إنسان و ذاك فرس»
أي: كثرة هذا و ذاك من جهة
أنّ ماهيّة هذا هو الإنسان و ماهيّة ذاك هو الفرس. و أمّا كثرة هذا و ذاك من جهة
أنّ هذا شخص خاصّ و ذاك شخص خاصّ آخر، فهي من القسم الثاني الذي هي الكثرة
الوجوديّة. فلا يذهب و همك إلى أنّ المصنّف قدّس سرّه يريد أن ينكر الكثرة
الحقيقيّة لهذا الإنسان و ذاك الفرس مطلقا و يدّعى أنّها واحد حقيقة بحسب الوجود و
لا كثرة لهما إلّا الكثرة الماهويّة التي لا تكون إلّا اعتباريّة كنفس الماهيّة.
يدلّ على ما ذكرنا قوله
قدّس سرّه: «أنّ الكثرة من الجهة الاولى- و هي الكثرة الماهويّة- موجودة في الخارج
بعرض الوجود» حيث يدلّ على وجود الوجود حقيقة في مورد هذه الكثرة، و لمّا لم يمكن
أن تكون لوجود واحد ماهيّتان- كما سيصرّح قدّس سرّه به في الفصل الثالث من المرحلة
الثانية- علم أنّ الوجود الموجود هناك كثير حقيقة. قال صدر المتألّهين قدّس سرّه
في الأسفار، ج 4، ص 120 في حقّ الوجود: «هو أمر عينيّ حقيقيّ يطرد به العدم، فهو
نفس هويّه الشيء، و به يتشخّص كلّ ذي ماهيّة. و الوجود مختلف في الأشياء ذوات
الماهيّات، لأنّ وجود الإنسان مثلا غير وجود الفرس، و وجود السماء غير وجود الأرض.
و الوجود بهذا المعنى كما أنّه متفاوت في أنواع الماهيّات، كذلك ممّا يشتدّ و
يضعف، و يكمل و ينقص.» انتهى.
3- قوله قدّس سرّه: «و
هذا ممكن و ذاك واجب»
أي: هذا فقير و ذاك غنيّ.
4- قوله قدّس سرّه: «و
قد ثبت بما أوردناه في الفصل السابق»
و على ما بيّنا من تحقّق
الوجود و الماهيّة كليهما فلا فرق بين الكثرتين في كون كلّ من الكثرتين وصفا
للوجود حقيقة موجودة في الخارج بعين وجود الوجود.
5- قوله قدّس سرّه:
«موجودة في الخارج بعرض الوجود»
لأنّ الماهيّة نفسها إنّما
تكون موجودة بعرض الوجود، فوصفها- و هي الكثرة- كذلك بطريق أولى.
6- قوله قدّس سرّه: «و
أنّ الوجود متّصف بها بعرض الماهيّة»