لكنّ العقل يجد فيها
مشتركات و مختصّات 31، فيعتبرها أجناسا و فصولا لها، ثمّ يعتبرها بشرط لا، فتعود
موادّ و صورا عقليّة لها. 32 و الأمر في الجواهر المجرّدة أيضا على هذه الوتيرة.
33
في الجواهر المجرّدة- عين
ما به الامتياز أنّها ليس لها ما به الاشتراك في ذاتها أصلا، بل هي بسائط متباينات
بتمام الذوات.
31- قوله قدّس سرّه:
«لكنّ العقل يجد فيها مشتركات و مختصّات»
أي: في وجوداتها لا في
ماهيّاتها، و بعبارة اخرى: يجد فيما يحمل عليها من الامور التي لا تكون إلّا
عرضيّات لها مشتركات، كالماهيّة و العرض في تعريف الكمّ مثلا، و مختصّات، كقبول
الانقسام الوهميّ فيه.
32- قوله قدّس سرّه:
«ثمّ يعتبرها بشرط لا فتعود موادّ و صورا عقليّة لها»
و من هنا يتبيّن أنّ
المادّة و الصورة الحقيقيّتين- كالتي في الجواهر المادّيّة- متقدّمان على الجنس و
الفصل الحقيقيّن، و المادّة و الصورة الاعتباريّتان- كالتي في الأعراض و الجواهر
المجرّدة- متأخّرتان عن الجنس و الفصل الاعتباريّين.
33- قوله قدّس سرّه: «و
الأمر في الجواهر المجرّدة أيضا على هذه الوتيرة»
بل في كلّ ذي ماهيّة
بسيطة. و بعبارة اخرى: في كلّ ذي ماهيّة غير الجسم. إذ الماهيّة المركّبة منحصرة
في الجسم المركّب من المادّة و الصورة. و ما سواه من الماهيّات بسائط.