المفاهيم المعتبرة في
الماهيّات، و هي الّتي تؤخذ في حدودها 1، و ترتفع الماهيّات بارتفاعها 2، تسمّى
ذاتيّات. و ما سوى ذلك، ممّا يحمل عليها، و هي خارجة عن الحدود، كالكاتب من
الإنسان، و الماشي من الحيوان، تسمّى عرضيّات.
و العرضيّ قسمان؛ فإنّه
إن توقّف انتزاعه و حمله على انضمام، كتوقّف انتزاع الحارّ و حمله على الجسم على
انضمام الحرارة إليه 3، سمّي محمولا بالضميمة؛ و إن لم يتوقّف على انضمام شيء
1- قوله قدّس سرّه:
«تؤخذ في حدودها»
أي: في حدودها التامّة.
2- قوله قدّس سرّه: «و
ترتفع الماهيّات بارتفاعها»
أي: يكون ارتفاعها ارتفاع
الماهيّات، لا أنّ ارتفاعها مستلزم لارتفاع الماهيّات، فإنّ العرضيّات اللازمة
أيضا كذلك. و بعبارة اخرى: الذاتيّ ما يرتفع الماهيّة في حدّ ذاتها بارتفاعه.
و أمّا اللازم فارتفاعه
ليس ارتفاع الماهيّة في حدّ ذاتها، و إنّما ارتفاع لشيء خارج عن ذاتها و إن كان
ارتفاعه مستلزما لارتفاعها. أي يكون ارتفاع الذاتيّات هو بعينه ارتفاع الماهيّات
لا أنّ ارتفاعها مستلزم لارتفاع الماهيات، و هذا بخلاف العرضيّات اللازمة، لأنّ
ارتفاع اللازم ليس ارتفاع الماهيّة في حدّ ذاتها، و إنّما ارتفاع لشيء خارج عن
ذاتها و إن كان ارتفاع اللازم مستلزما لارتفاع الماهيّة.
3- قوله قدّس سرّه: «على
انضمام الحرارة إليه»
لا يخفى: أنّ معنى
الانضمام ليس هو انفصال الحرارة عن جسم آخر و انضمامها إلى هذا الجسم. بل إنّما
المراد أنّه تحدث الحرارة منضمة إلى هذا الجسم بسبب و سيأتي أنّ الكيفيّات