الماهيّة و- هي ما يقال
في جواب ما هو- لمّا كانت من حيث هي- و بالنظر إلى ذاتها في حدّ ذاتها-، لا تأبى
أن تتّصف بأنّها موجودة أو معدومة 1، كانت في حدّ ذاتها لا موجودة، و لا لا
موجودة؛ بمعنى أنّ الموجود و اللّاموجود ليس شيء منهما مأخوذا في حدّ ذاتها، بأن
يكون عينها أو جزءها؛ و إن كانت لا تخلو عن الاتّصاف بأحدهما في نفس الأمر، بنحو
الاتّصاف بصفة خارجة عن الذات و بعبارة اخرى: الماهيّة بحسب الحمل الأوّليّ ليست
بموجودة، و لا لا موجودة 2؛
1- قوله قدّس سرّه:
«لمّا كانت من حيث هي و بالنظر إلى ذاتها في حدّ ذاتها لا تأبى أن تتّصف بأنّها موجودة أو معدومة»
لا حاجة إلى هذا
الاستدلال، إذ تصوّر قضيّة «ليست الماهيّة من حيث هي إلّا هي» كاف في التصديق بها،
فإنّ مفادها أنّ الماهيّة في حدّ ذاتها ليست إلّا ذاتها بمعنى أنّها ليست شيئا غير
ذاتها. و بعبارة اخرى: مفاد القضيّة أنّ كلّ ما هو خارج عن ذات الماهيّة خارج
عنها. و بما ذكرنا يتمّ القاعدة في لوازم الماهيّة أيضا، بينما لا يجرى الاستدلال
المذكور فيها.
ثمّ لا يخفى: أنّ المراد
من الماهيّة في موضوع القاعدة هي الماهيّة مطلقا، سواء كانت موجودة في الذهن أم في
الخارج. بمعنى أنّ العقل حينما يعتبر الماهيّة في حدّ نفسها، يجدها غير مأخوذ في
ذاتها شيء من الوجود و العدم، و إن كانت لا تخلو في الخارج من أحدهما، و لا تخلو
في الذهن عن الاتّصاف بالوجود. فليس الحكم في القاعدة مقصورا على مفهوم الماهيّة،
حتّى يصير معنى القاعدة أنّه ليس يعتبر في مفهوم الماهيّة غير مقوّماتها.
2- قوله قدّس سرّه:
«الماهيّة بحسب الحمل الأوّليّ ليست بموجودة و لا لا موجودة»