الفصل الثّاني [في
انقسام كلّ من المواد الثّلاث إلى ما بالذات، و ما بالغير،] [و ما بالقياس إلى
الغير، إلّا الإمكان]
ينقسم كلّ من هذه
الموادّ الثلاث إلى 1: ما بالذات، و ما بالغير، و ما بالقياس إلى الغير؛ إلّا
الإمكان، فلا إمكان بالغير.
و المراد بما بالذات أن
يكون وضع الذات، مع قطع النظر عن جميع ما عداها، كافيا في اتّصافها؛ و بما بالغير
أن لا يكفي فيه وضعها كذلك 2، بل يتوقّف على إعطاء الغير و اقتضائه؛
1- قوله قدّس سرّه:
«ينقسم كلّ من هذه الموادّ الثلاث إلى ...»
ظاهره بل صريحه أنّ
الموادّ الثلاث المذكورة في الفصل السابق ينقسم كلّ منها إلى ما بالذات و ما
بالغير و ما بالقياس. و أنت تعلم أنّ المذكور في الفصل السابق و المبحوث عنه في
هذه المباحث، و الذي بحسبه ينقسم الموجود إلى الواجب و الممكن إنّما هو ما بالذات.
فليس بين ما بالذات و ما بالغير و ما بالقياس جامع حقيقيّ يكون معنى مصطلحا عليه
عندهم. فهذا الفصل في الحقيقة يشتمل على بيان معنيين آخرين مصطلحين لكلّ من الوجوب
و الإمكان و الامتناع.
نعم تشترك جميع المعاني
الثلاثة لكلّ من الوجوب و الإمكان و الامتناع في المعنى اللغويّ الذي لكلّ منها.
2- قوله قدّس سرّه: «مع
قطع النظر عن جميع ما عداها، كافيا في اتّصافها، و بما بالغير أن لا يكفي فيه وضعها كذالك»
في بعض النسخ: «مع قطع
النظر عن جميع ما عداه كافيا في اتّصافه و بما بالغير إن لا يكفي فيه وضعه ...» و
الصحيح ما أثبتناه.