و إلى ضرورة وقتيّة 55.
و مرجعها إلى الضرورة الوصفيّة بوجه.
تنبيه آخر: [معاني أخر للإمكان]
هذا الذي تقدّم من معنى
الإمكان هو المبحوث عنه في هذه المباحث، و هو إحدى الجهات الثلاث 56 التي لا يخلو
عن واحدة منها شيء من القضايا.
فثبوت المحمول للوصف بما
هو وصف بالضرورة الذاتيّة- لأنّ كلّ ما بالعرض ينتهي إلى ما بالذات- و لذات
الموصوف بالضرورة الوصفيّة، أعني أنّه ضروريّ له حين اتّصافه بالوصف. كما أنّه
لمجموع الموصوف و الوصف أيضا ضروريّ بالضرورة الذاتيّة. فتحرّك الأصابع ضروريّ
للكتابة بالضرورة الذاتيّة، و للإنسان بالضرورة الوصفيّة، و للإنسان المقيّد
بالكتابة بالضرورة الذاتيّة.
أي: كلّ ذات ثبتت له
الكتابة متحرّكة الأصابع. فالموضوع هو نفس الذات، و تحرّك الأصابع ضروريّ له مادام
وصف الكتابة ثابتا له. فهي ضرورة وصفيّة.
و سيأتي في الفصل الثالث
من المرحلة السابعة حكاية قول المنطقيّين: «إنّ القضيّة تنحلّ إلى عقدين: عقد
الوضع، و لا يعتبر فيه إلّا الذات، و ما فيه من الوصف عنوان مشير إلى الذات، فحسب.
و: عقد الحمل، و المعتبر فيه الوصف فقط.» انتهى.
55- قوله قدّس سرّه: «و
إلى ضرورة وقتيّة»
كقولنا: كلّ قمر منخسف بالضرورة
وقت حيلولة الأرض بينه و بين الشمس.
قوله قدّس سرّه: «و إلى
ضرورة وقتيّة»
أقول و إلى ضرورة بشرط
المحمول.
و كان عليه قدّس سرّه أن
يذكره تمهيدا لما سيذكره بعد صفحة من الإمكان الاستقباليّ.
56- قوله قدّس سرّه: «هو
إحدى الجهات الثلاث»
أي: الموادّ الثلاث، إذ
الجهة هو الذي يفهم في القضيّة من كيفيّة النسبة، سواء أكان من الموادّ الثلاث أم
لم يكن، كالإمكان العامّ و الدوام و غيرهما.
و أمّا المادّة فهي كيفيّة
النسبة في نفس الأمر، التي لا تخلو عن إحدى الثلاث، فكان الأولى التعبير بالموادّ
بدل الجهات.