responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 143

فصل الأوّل [في انقسام الوجود إلى ذهنيّ و خارجيّ‌]

المعروف من مذهب الحكماء أنّ لهذه الماهيّات الموجودة في الخارج، المترتّبة عليها آثارها 1،


1- قوله قدّس سرّه: «أنّ لهذه الماهيّات الموجودة في الخارج، المترتّبة عليها آثارها»

لا يخفى عليك: أنّ كلماته في هذه المرحلة تدور على محور أصالة الماهيّة، حيث اعتبر الماهيّات موجودة في الخارج ذوات آثار، و اعتبر حصول ماهيّات الأشياء في الذهن علما بها، و حصر الوجود الذهنيّ في حصول ماهيّات الأشياء في الذهن، و نفى الوجود الذهنيّ عن الوجود.

و شي‌ء من هذه الامور لا يستقيم على القول بأصالة الوجود؛ فإنّ عليها لا تكون الماهيّات موجودة في الخارج تترتّب عليها آثارها، و يكون عدّ حصول الماهيّات في الذهن علما بها من السفسطة، فإنّ الماهيّات امور تعتبرها الذهن و لا وجود لها في الخارج، و الواقع الخارجيّ لا يكون شيئا غير الوجود، فما في الذهن لا واقع خارجيّ له، و ما في الخارج لم يحصل في الذهن.

و بما ذكرنا يظهر أنّه على القول باعتباريّة الماهيّة لا يبقى موقع لدعوى علم بالأشياء، إلّا بأصل وجودها، حيث إنّ ما به يمتاز الأشياء بعضها عن بعض- و هي الماهيّات- ليست إلّا اعتبارات للذهن. و لا واقع لها في الخارج.

و أمّا على ما ذهبنا إليه، من تحقّق الوجود و الماهيّة كليهما، فالوجود الذهنيّ عبارة عن المفهوم الحاصل في الذهن، الذي يكون حاكيا بالذات لما وراءه؛ سواء كان مفهوما ماهويّا أم غيره. و يشهد له الوجدان؛ فإنّ المفهوم من حيث إنّه مفهوم شأنه الحكاية، و لا فرق في ذلك بين أنواع المفاهيم، فمفهوم الوجود يحكي زيدا مثلا بما أنّه عين خارجيّ، و مفهوم الإنسان يحكيه بما أنّه جوهر ذو أبعاد نام حسّاس متحرّك بالإرادة ناطق، و مفهوم العالم يحكيه بما أنّه ذو كمال خاصّ، و هكذا كلّ ما يصدق عليه من المفاهيم. و مصداق جميع هذه المفاهيم واحد هو وجود زيد الخارجيّ. فكلّ مفهوم يحكي ما في الخارج على قدر ما يكون مفهوما عنه. و الآثار إنّما

نام کتاب : نهاية الحكمة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست