كالعسكر المركب من
أفراد ، والبيت المؤلف من اللبن والجص وغيرهما.
ومن هنا أيضا ، يترجح القول بأن التركيب
، بين المادة والصورة اتحادي لا انضمامي كما سيأتي[١].
ثم إن من الماهيات النوعية ما هي كثيرة
الأفراد ، كالأنواع التي لها تعلق ما بالمادة مثل الإنسان ، ومنها ما هو منحصر في
فرد ، كالأنواع المجردة تجردا تاما من العقول ، وذلك لأن كثرة أفراد النوع إما أن
تكون تمام ماهية النوع ، أو بعضها أو لازمة لها ، وعلى جميع هذه التقادير لا يتحقق
لها فرد ، لوجوب الكثرة في كل ما صدقت عليه ، ولا كثرة إلا مع الآحاد هذا خلف ، وإما
أن تكون لعرض مفارق ، يتحقق بانضمامه وعدم انضمامه الكثرة ، ومن الواجب حينئذ أن
يكون في النوع ، إمكان العروض والانضمام ، ولا يتحقق ذلك إلا بمادة كما سيأتي [٢] ، فكل نوع كثير الأفراد فهو مادي ، وينعكس
إلى أن ما لا مادة له ، وهو النوع المجرد ليس بكثير الأفراد ، وهو المطلوب.
الفصل السابع
في الكلي والجزئي
ونحو وجودهما
ربما ظن أن الكلية والجزئية إنما هما في
نحو الإدراك ، فالإدراك الحسي لقوته يدرك الشيء بنحو ، يمتاز من غيره مطلقا ، والإدراك
العقلي لضعفه يدركه بنحو لا يمتاز مطلقا ، ويقبل الانطباق على أكثر من واحد ، كالشبح
المرئي من