نام کتاب : مناهج اليقين في أصول الدين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 352
بالذات ما ينبغي بل
بالعرض، لأنّ الحاصل منه حركته الطبيعية و هي استفادة كمال لنفسه. و وقوعه على رأس
إنسان انما حصل بالاتفاق الذي هو بالعرض، و الوقوع على رأس لا يقتضي الموت بل
يقتضي اختلال أوضاع الأعضاء و للموت سبب آخر بالذات يحصل عقيبه، ثم إن المقتضي
للموت لا يكون مقتضيا لموت عدو انسان آخر بالذات بل بالعرض، ثم المقتضي لموت عدو
إنسان لا يكون مقتضيا لوصول فائدة الى ذلك الانسان بالذات بل بالعرض.
و اعلم أن المتكلمين
ادّعوا الضرورة في أنّ من يفعل شيئا لا لقصد فإنه لا يكون جوادا، و الطعن في
المثال لا يكون طعنا في هذا الحكم القطعي.
مسألة: قالوا: الباري تعالى غني مطلقا، اي في ذاته و في صفاته المنتفية[1] و في صفاته الحقيقية المستلزمة
للإضافة، فمن احتاج في شيء من هذه الثلاثة الى الغير فهو فقير[2].
و هو تعالى ملك لأنّه غني
مطلقا، فكل شيء مفتقر إليه في كل شيء و له ذات كل شيء، و الملك من استجمع هذه
الثلاث.
و هو تعالى تامّ، لأنّه
واحد واجب من كل جهة يمتنع تغيره، فكل ما من شأنه أن يكون له فهو حاصل له بالفعل،
و هو أيضا فوق التمام لأنّ ما حصل لغيره من الكمالات فهو منه.
و هو حق محض، لأنّه لما
وجب في صفاته و ذاته لم يكن قابلا للعدم و البطلان، فذاته أحق من كل حق، و هو خير
محض لأنّ الشر عبارة عن عدم كمال الشيء من حيث هو مستحق له و واجب الوجود يستحيل
أن يكون فاقدا للكمال في وقت ما، فذاته مبرأة عن الشرور.