و مشايخ المعتزلة على أنه
من كان على حالة يصح عليها الفعل و الترك بالنسبة إليه، و الدليل على ذلك أنه لو
كان موجبا لكان إما مطلقا او يتوقف على شرط، و الأول باطل و الّا لزم القدم، و
الثاني باطل لأن ذلك الشرط ان كان قديما لزم القدم و ان كان حادثا لزم التسلسل و
اللازمان باطلان فالقول بالموجب باطل.
و الأوائل عندهم أنه ليس
بقادر بهذا المعنى[2]
و ان كان قادرا بمعنى أنه اذا شاء ان يفعل فعل و اذا شاء ان يترك ترك، و هذا لا
ينافي وجوب الفعل لعدم المنافاة بين القضية الشرطية و الحملية لفقدان شرط التناقض
و هو الاتحاد في الشرط.
و اعترض على ما ذكرناه
بوجوه: أحدها: أن العالم إن كان صحيح الوجود في الأزل لم يلزم محذور، و إن كان
محالا لم يلزم من حدوثه ثبوت القدرة لجواز كون العلة موجبة و هي غير مؤثرة في
الأزل لتوقفها على القبول.
و ثانيها: جاز أن يكون واجب الوجود لذاته أوجب موجودا قادرا أثّر في العالم.
[1] قال القاضي عبد
الجبار: ان اوّل ما يعرف استدلالا من صفات القديم جل و عز هو كونه قادرا و ما عداه
من الصفات يترتب عليه (شرح الاصول الخمسة ص 151).
[2] القول بكونه تعالى
قادرا و فاعلا موجبا هو قول الفلاسفة، قال الرازي: و اللّه تعالى يصدق عليه انه لو
شاء ان لا يفعل فانه لا يفعل و ان كان يكذب عليه انه شاء ان لا يفعل فما فعل، لما
قد بينا ان مشيته تعالى للفعل عن لوازم ذاته. (المباحث المشرقية ج 2 ص 493).
نام کتاب : مناهج اليقين في أصول الدين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 262