نام کتاب : مناهج اليقين في أصول الدين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 141
البحث الحادي عشر في
التأليف
و هو عرض عند أبي هاشم
قائم بمحلين، و وافقه على ذلك الشيخ أبو جعفر و استدل عليه بأن بعض الأجسام يصعب
تفكيكها فلا بد و أن يكون ذلك لأمر و ذلك الأمر ليس وجوده و لا حدوثه و لا جنسه،
فبقي أن يكون لوجود معنى قائم بالمحلين[1] يربط أحدهما بصاحبه، فإذا انضم إليه ثالث قام به و بصاحبه تأليف آخر
فلا يقوم التأليف الّا بالمحلين لا غير، و هذا عندنا باطل قطعا، فإن العرض الواحد
لو قام بمحلين لما تميز عن العرضين القائمين بالمحلين كما نقول في الجسم الواحد و
إنه لا يحل في مكانين و أما صعوبة التفكيك فهي مستندة الى اللّه تعالى أو الى
أعراض قائمه بالمحال المتجاورة.
و قد وافقنا على امتناع
قيام العرض بمحلين محققوا الأوائل، و ذهب آخرون منهم غير محققين الى أن الإضافات
المتماثلة قائمة بالمضافين، و المحققون قالوا: إن القائم بأحد المضافين غير القائم
بالآخر.
مسألة: التأليف يجوز عليه البقاء عندهم، و إلّا لزم أحد الأمرين و هو إما
سهولة تفكيك ما يصعب تفكيكه أو تعذر تفكيكه على كل وجه، و التالي باطل بقسميه
فالمقدم كذلك.
بيان الشرطية أن التأليف
على تقدير عدم بقائه إن أوجده اللّه تعالى حالا فحالا و أراد ذلك دائما لزم الأمر
الثاني لاستحالة ممانعة القديم، و إن لم يرد إيجاده في بعض الأوقات لزم الأمر
الأول، و أما بطلانهما فظاهر.
مسألة: التأليف متماثل لاشتراك أفراده في أخص الصفات و هو كونه مختصا
بمحلين، و هم منازعون في أن هذا أخص الصفات، فإن عوّلوا فيه على الاستقراء