نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 43
و استدل المصنف على
مطلوبه، بان العالم محدث، فقد كانت ماهيته متصفة بالعدم ثم اتصفت بالوجود
فتكون قابلة لهما، و ذلك من لوازم تلك الماهية، و الا كان عارضا فيفتقر الماهية فى
قبوله الى قبول آخر و يتسلسل، و اذا كان من لوازمها استحال وجوب البقاء على تلك الماهية.
و اعلم أن هذا الدليل صحيح يمكن الرد به على قدماء الاوائل، اما على
القائلين بالوجوب مستندا الى الغير فلا لان العالم حال وجوده مستند الى الغير
فيكون واجبا به و الا لما وجد و اذا كان واجبا به حالة الحدوث جاز أن يدوم ذلك
الوجوب بدوام المؤثّر، فاذا ليس طريق الرد هذا بل ان يقال: المؤثّر قادر مختار و
العالم من حيث الماهية قابل للعدم فيكون قابلا له باعتبار ماهيته، و فاعله، و
استحالة العدم عليه بالنظر الى الغير انما يكون اذا كان المؤثّر موجبا، او يستند
فى هذا الى السمع.
و احتج الاوائل بأن المؤثّر موجب فيدوم، و بان كل قابل للعدم له هيولى فلو صح العدم
عليها تسلسل؛ و بان العدم بعد الوجوب يستلزم ثبوت بعدية لاحقة بزمان عارض لحركة
قائمة بالجسم فيلزم ثبوت العالم حال عدمه.
احتجت الكرامية بان عدم العالم لا يمكن استناده الى ذاته، و الا لكان ممتنعا، و لا
الى الغير، لان ذلك الغير اما وجودى او عدمى، و الاول اما مختار، او موجب، لا جائز
أن يستند الى العدمى، لانه انما يكون انتفاء شرط، او انتقاء علة، و الا لم يكن له
مدخل فى تاثير الاعدام لكن ذلك باطل، لان شرط الموجود، و علته، موجود ان فيكون
الكلام فى كيفية عدمه، كالكلام فى العالم و أيضا شرط الجوهر هو العرض فيكون محتاجا
إليه، لكن العرض محتاج الى الجوهر فيلزم الدور، و لا جائز ان يستند الى الموجب
لانه ليس الا طريان الضد لكنه محال و إلا لزم، و لان حدوث الضد يتوقف على انتفاء
الاول فلو علّل انتفاء الاول به دار. و لان التضاد حاصل من الجانبين و ليس انتفاء
احدهما بالآخر اولى من العكس، فاما ان ينتفيا معا او يوجدا معا لكن
نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 43