نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 40
اجاب بعض المحققين عن الاول بان الامكان امر عقلى مهما اعتبر العقل الامكان ماهية و
وجودا حصل فيه امكان امكان و انقطع اعتبارها[1] و تحقيقه ان كون الشيء معقولا ينظر فيه العقل و يعتر وجوده و لا
وجوده غير كونه آلة للعاقل، و لا ينظر فيه من حيث ينظر فيما هو آلة لتعقله، بل
انما ينظر به، مثلا العقل يعقل السماء بصورة فى عقله، و يكون معقوله السماء لا
ينظر حينئذ فى الصورة التى بها يعقل السماء و لا يحكم عليها بحكم بل يعقل ان
المعقول بتلك الصورة هو السماء و هو جوهر، ثم اذا فى تلك الصورة اى يجعلها معقولا
منظور إليها، لا آلة بالنظر الى غيرها وحدها عرضا موجودا فى محل هو عقله ممكن
الوجود، و هكذا الامكان هو آلة للعاقل بها يعرف حال الممكن فى ان وجوده كيف يعرض
لماهيته و لا ينظر فى كون الامكان موجودا او غير موجود او جوهرا او عرضا او واجبا
او ممكنا ثم ان ينظر فى امكانه، او وجوده او وجوبه، امكن بذلك الاعتبار امكانا
لشيء، بل كان عرضا فى محل هو العقل و ممكنا فى ذاته، و وجوده غير ماهيته و اذا
تقرر هذا فالامكان من حيث هو امكان لا يوصف بكونه موجودا او ممكنا، و اذا وصف
بشيء من ذلك لا يكون حينئذ امكانا، بل يكون له امكان آخر، و فى هذا اعتراف بكون
الامكان امرا عقليا[2]
و اعتبارا ذهنيا لا تحقق له عينا و هو المطلوب فلا يلزم قدم الهيولى.
و عن الثانى بان الامكان صفة للمتصور المستند الى الوجود الخارجى، فالشيء حال
عدمه يكون متصورا، فيكون موصوفا بالامكان.
و عن الثالث ان ذلك الغير محل للممكن، و اذا حل فيه الموصوف، كان حلول امكانه
فيه اولى.