نام کتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 110
بالحاجة إلى المرجّح و
الكلام فيه كالسالف. فلا بدّ من مرجّح ملجئ باطل لأنّ المرجّح العلم بما فى العلم
من المصلحة له و كذلك فى الوقت على أنّ ذلك بمنزلة طريقين للهارب من السبع، و قد
أجمعنا على عدم اشتراط المخصّص و صدور فعل غير مشعور به ليس بشيء، لأنّا استدللنا
على العالميّة بالأحكام و أين الأحكام فيما يذكرونه.
اقول: اتّفقت الاماميّة و المعتزلة كافّة على أنّ العبد فاعل لتصرّفاته و
ذهب جهم بن صفوان و من تبعه إلى أنّ اللّه تعالى خالق لأفعال العبد فيهم و ليسوا
محدثين لها و لا مكتسبين و ذهب النجّار و الأشعرىّ و من تبعهما على أنّ اللّه
تعالى هو الخالق لأفعال العبد فيهم و هم يكتسبونها[1].
و اختلفوا فى ماهيّة
الكسب: فقال بعضهم: أنّ العبد اذا عزم على الطاعة و فعلها خلقها اللّه تعالى و إذا
عزم على فعل المعصية خلقها اللّه تعالى.
و قال بعضهم: إنّ ذات
الفعل واقعة بقدرة اللّه، و كونه طاعة و معصية صفتان يحصل بقدرة العبد.
و قال آخرون: إنّ قدرة
العبد يتعلّق بحال الفعل و هى غير موجودة و لا معدومة، و لا مجهولة و لا معلومة.
أمّا المعتزلة فقد
اختلفوا: فذهب أبو على و أبو هاشم إلى أنّ العلم بكوننا فاعلين نظرىّ، و ذهب ابو
الحسين البصرى إلى أنّه ضرورىّ. و استدل الشيخ ره على قولهم[2] بوجهين:
الأوّل أنّ أفعالنا واقعة
بحسب قصدنا؛ و دواعينا منتفية عند صوارفنا و ذلك ممّا يقتضي استناده إلينا ضرورة.