responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 505

السفر الأوّل: ان هاجر لما غضبت على سارة تراءى لها ملك للّه تعالى، فقال:

يا هاجر أين تريدين؟ و من أين أقبلت؟ قالت: أهرب من سيّدتي سارة. فقال لها: ارجعي إلى سيّدتك و اخضعي لها، فانّ اللّه سيكثر زرعك و ذريتك، و ستحبلين و تلدين ابنا و تسمّيه إسماعيل من أجل أنّ اللّه تعالى سمع تبتلك و خشوعك، و هو يكون عين الناس، و يكون يده فوق يد الجميع، و يد الجميع مبسوطة إليه بالخضوع، و هو يسكن على تخوم أرض جميع أخوته» [1] و هكذا نقل ابن رباء الطبريّ، و في بعض النسخ ابن ربّن الطبيب.

قال الشيخ أبو الحسين: «فسمعت بعض اليهود ينقل كذلك: «و تكون يده في الكلّ و يد الكلّ فيه»، قال: لأنّ الموجود في العبراني: «باذبكول و باذكول» و زعم أنّ هذا الباب يحتمل أنّ يده متصرّفة في الكلّ، و يحتمل أنّ يده في الكلّ بمعنى أنه يكون مخالطا للكلّ» [2]

و وجه الاستدلال بهذا الكلام أنّه خرج مخرج البشارة، و ليس يجوز أن يبشّر الملك من قبل اللّه تعالى بالظلم و الجور و بأمر لا يتمّ إلّا بالكذب على اللّه سبحانه.

و معلوم أنّ إسماعيل و ولده لم يكونوا منصرفين في الكلّ، أعني في معظم الدنيا و معظم الامم، و لم يكونوا مخالطين للكلّ و ممازجين لهم و أيديهم معهم و أيدى الكلّ معهم إلّا بالإسلام، لأنّهم كانوا قبل الإسلام محصورين في البادية، لا يتجاسرون على الدخول فى أوائل العرب و أوائل الشام إلّا على خوف تام‌

فلمّا جاء الإسلام استولوا على الشرق و الغرب بالإسلام و مازجوا الأمم و وطنوا بلادهم، و مازجتهم الامم و خالطوهم و قصدوهم و حجّوا قبلتهم و دخلوا إلى باديتهم، لمجاورة الكعبة و لأخذ معالم الدين من المدينة أو مكّة.


[1] العهد القديم، سفر التكوين، الاصحاح السادس عشر. المطبعة الامريكية، بيروت، 1933.

[2] لا يوجد لدينا هذا الكتاب.

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست