responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 43

الآخر. فإن كان المحتاج هو العلم بالتحيّز إلى العلم بالوجود، وجب أن يصحّ أن يعلم موجودا و إن لم يعلم متحيّزا، و إن كان المحتاج هو العلم بالوجود إلى العلم بالتحيّز وجب أن يصحّ أن يعلم متحيّزا و إن لم موجودا و المعلوم خلافه.

فإن قيل: يصحّ أن يعلم وجود الجوهر و لا يعلم تحيزّه. و ذلك بأن يوجد اللّه تعالى جوهرا، ثمّ يخبر على الجملة بأنّي أوجدت ذاتا، فعند ذلك نعلم وجود تلك الذات التي هي الجوهر المتحيّز، و لا نعلم متحيّزا فنعلم وجود المتحيّز في هذه الصّورة و لا نعلم تحيّزه.

قلنا: علمنا بوجوده عند تحيّزه إنّما هو علم بتحيّزه على الجملة، و إنّما لم نعلم أنّا علمناه متحيّزا، لأنّ علمنا به إنّما هو على طريق الجملة.

يبيّن ما ذكرناه أنّه لو أخبر تعالى عن هذه الذات بأنّي أوجدت ذاتا موصوفة بصفة زائدة على وجوده، على ما يذهب إليه الخصم لكنّا عالمين بالذّات على تلك الصفة الّتي هي التحيّز في نفسها و ما كنّا عالمين بأنّا نعلمها متحيّزة، ثمّ لا يدلّ على أنّ الصفة التي أخبر اللّه تعالى عنها ليس هي التحيّز، و إنّما هي زائدة على التحيّز، كذلك لا يلزم ما ذكره السائل.

يزيد ما ذكرناه وضوحا أنّ وجود الجوهر لو كان زائدا على التحيّز لتصوّر أن يعلم الجوهر موجودا أو إن لم يعلم متحيّزا، أو متحيّزا من دون أن يعلم موجودا، سواء كان العلم به جملة أو علم تفصيل، و معلوم أنّ هذا مستحيل فيما نعلمه مفصّلا من الجواهر.

فإن قيل: ألسنا نعلم وجود السواد و هو ليس بمتحيّز، فقد علمنا الوجود من دون التحيّز في غير الجوهر.

قلنا: كما نذهب إلى أن وجود الجوهر هو تحيّزه، كذلك نذهب إلى أنّ وجود السواد هو هيئته المخصوصة، فالوجود اسم مشترك يقع على حقائق مختلفة كالعين.

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست