responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 383

و كلّ هذا غير متأت في الغائب، لأنّه جلّ و عزّ ليس بجسم و لا مرئي على الصحيح من المذهب، و التكليف يمنع من الاضطرار إلى قصده فكيف يبعث الرسول، فإن قلتم: بأن ينزل به ملكا قلنا: و كيف ينزل الملك و الملك كيف يعلم أنّ اللّه تعالى بعثه إلى الرسول، و الرسول بما ذا يعلم صدق الملك و أحدنا كيف يعلم صدق الرسول؟

قلنا: قد نبهنا على كيفية البعثة عند القول في كلامه تعالى و كونه متكلّما حيث ذكرنا الطريق إلى معرفة كلامه عزّ و جلّ فنعيده هاهنا و نزيد فيه و نقول:

البعثة ممكنة متصوّرة بأحد وجهين.

إمّا بأن يخلق اللّه تعالى كلاما في محلّ يتضمّن أنّ اللّه يبعث الشخص الذي يرسله إلى الخلق و يأمره بأن يؤدّي إليهم ما يوجبه إليه و يقرن إلى ذلك الكلام علما معجزا يدلّ على صدقه كما فعل بموسى- عليه السلام- في ابتداء أمره على ما حكاه تعالى في قوله‌ «نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى‌ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ وَ أَنْ أَلْقِ عَصاكَ» [1].

و إمّا بأن يظهر كتابة تتضمّن هذا المعنى بحيث يراها ذلك الرسول و يشاهدها و يقرن إليها علما معجزا يدلّ على صدق ما تضمنته. و هذا على ما ثبت في حقّ جبرئيل عليه السلام أنه كان ينظر في اللوح المحفوظ و يشاهد ما يظهر عليه من الكتابة و يفهم معناها ثمّ كان يؤدّي ما فهم منها إلى الرسول.

و كلّ هذا ممكن مقدور له تعالى لا استحالة فيه، و أمّا صدق الملك فانّما يعلمه الرسول بالعلم المعجز الذي يظهر على الملك، و أحدنا إنما يعلم صدق الرسول بالمعجز أيضا. و ذلك لأنّه لا طريق إلى معرفة صدق الرسل، إلّا المعجز او ما يستند إلى المعجز.


[1] القصص: 30.

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست