responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 335

فانّه لا يقابل الألم الذي ذاقه و الضرر الذي لحقه من وجهين:

أحدهما: أنّ اللّه تعالى إنّما يعلّمه و يطلعه على ما هو حقيقة الحال، و حقيقة الحال أنّه يعاقبه لمعصيته له تعالى، ظلما كانت المعصية أو غير ظلم فالمظلوم إنّما يعلم أنّ ظالمه معاقب باعتبار أنّه عصى اللّه تعالى، لا باعتبار أنّه أوصل إليه ضررا، إذ لو لم يكن إضراره له معصية للّه تعالى لما عاقبه عليه. فأي تشفّي له في ذلك. و إنّما كان يتشفّى أن لو علم أنّه يعاقب باعتبار أنّه آلمه و أضر به، و ليس الأمر كذلك، بل لو كان المظلوم برّا تقيّا صالحا قد اغتمّ بأن رأى العصاة يعصون اللّه تعالى فانّه يسرّ و يتشفّى بعقاب العاصي، كان العاصي ظالمه أو غير ظالمه، و لكن ذلك التشفي لا يصلح أن يكون مقابلا لإيلام الظالم إيّاه.

و الثاني: أنّ التشفي في الجملة لا يصلح لمن يجعل في مقابلة الإيلام و إيصال الضرر و أن ينتصف به للمظلوم من الظالم من حيث انّه من باب السرور و الاعتقاد. و السرور و إن بلغ كلّ مبلغ، فانّه لا يقابل الضرب و القتل و قطع الأعضاء و هتك الحرمة و غيرها من أنواع الظلم، فلو لم يعوّض اللّه تعالى المظلوم لما كان قد انتصف له من الظالم.

نام کتاب : المنقذ من التقليد نویسنده : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست