و ما يطيع المكلّف عنده من
اللطف يسمّى توفيقا، لأنّه يوافقه وقوع الطاعة.
و ما يطيع المكلّف عنده و
يعزم على أن لا يخلّ بالطاعة إقداما و احجاما من الألطاف يسمّى عصمة، لأنّ العصمة
هي المنع. قال اللّه تعالى: «وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ»[1]، أي يمنعك. فكان ذلك اللطف منعه من
المعصية.
و ما لا يثبت له الحظّان
من اللطف[2] لا يسمّى إلّا بأنّه لطف فقط.
و نعود إلى ذكر أقسام
الألطاف التي تكون من قبله تعالى، و نقول: إنّها إمّا أن تكون مضارّ و إمّا أن
تكون منافع. و المضارّ إمّا تكون أمراضا و آلاما، و إمّا أن تكون غيرهما، كالآجال
و الغلاء و الزلازل و الصواعق و ما أشبهها. و المنافع إمّا أن تكون صحّة، و إمّا
أن تكون غيرها، كالسعة في الرّزق و الرّخص و إعطاء الولد، و نتكلّم في جميع ذلك إن
شاء اللّه. و نبتدئ بالقول[3] في الأمراض: