ثمّ نقول: و قد علمنا
بالاتفاق أنّ إدراك لا يتعلّق إلّا بالموجود، و أنّ إدراك المعدوم محال. و لم يكن
ذلك كذلك إلّا بسبب أنّ الإدراك إنّما يتعلّق بصفة مشروطة بالوجود تابعة له. فلو
دلّت هذه الطريقة على إثبات صفة زائدة على هذه الصفات لوجب أن تكون مشروطة بالوجود
حتى يقدّر تعلّق الإدراك بالذات عليها، و معلوم أنّ الصفة التي أثبتها أبو هاشم و
أصحابه ليست مشروطة بالوجود و لا تابعة له، فتحقق أنّ هذه الطريقة لو دلّت لدلّت
على غير ما أثبتوه، فلا فائدة لهم فيها.