responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 297

و منه تكون الحركة و الحياة. و الظلام: ميت، جاهل، عاجز، جماد، موات، لا فعل له و لا تمييز و زعموا أن الشر يقع منه طباعا و خرقا. و زعموا أن النور جنس واحد، و كذلك الظلام جنس واحد، و أن إدراك النور إدراك متفق، فإن سمعه و بصره و سائر حواسه شي‌ء واحد. فسمعه هو بصره، و بصره هو حواسه. و إنما قيل سميع بصير لاختلاف التركيب؛ لا لأنهما في نفسهما شيئان مختلفان. و زعموا أن اللون هو الطعم، و هو الرائحة، و هو المحسة، و إنما وجدوه لونا لأن الظلمة خالطته ضربا من المخالطة، و وجده طعما لأنها خالطته بخلاف ذلك الضرب، و كذلك القول في لون الظلمة و طعمها و رائحتها و محستها. و زعموا أن النور بياض كله، و أن الظلام سواد كله، و زعموا أن النور لم يزل يلقي الظلمة بأسفل صفحة منه، و أن الظلمة لم تزل تلقاه بأعلى صفحة منها.

و اختلفوا في المزاج و الخلاص، فزعم بعضهم أن النور داخل الظلمة، و الظلمة تلقاه بخشونة و غلظ، فتأذى بها، و أحب أن يرققها و يلينها، ثم يتخلص منها، و ليس ذلك لاختلاف جنسهما، و لكن كما أن المنشار جنسه حديد، و صفحته لينة، و أسنانه خشنة؛ فاللين في النور، و الخشونة في الظلمة، و هما جنس واحد، فتلطف النور بلينه حتى يدخل تلك الفرج، فما أمكنه إلا بتلك الخشونة، فلا يتصور الوصول إلى كمال وجود إلا بلين و خشونة.

و قال بعضهم: بل الظلام لما احتال حتى تشبث بالنور من أسفل صفحته، فاجتهد النور حتى يتخلص منه و يدفعه عن نفسه، فاعتمد عليه فلجج فيه، و ذلك بمنزلة الإنسان الذي يريد الخروج من وحل وقع فيه، فيعتمد على رجله ليخرج فيزداد لجوجا فيه، فاحتاج النور إلى زمان ليعالج التخلص منه و التفرد بعالمه.

و قال بعضهم: إن النور إنما دخل أجزاء الظلام اختيارا ليصلحها و يستخرج منها أجزاء صالحة لعالمه. فلما دخل تشبثت به زمانا فصار يفعل الجور و القبيح اضطرارا لا اختيارا، و لو انفرد في عالمه ما كان يحصل منه إلا الخير المحض، و الحسن البحت. و فرق بين الفعل الاضطراري، و بين الفعل الاختياري.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست