responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 292

النور/ الظلمة قال: و لم يزل يولد النور ملائكة و آلهة، و أولياء، لا على سبيل المناكحة، بل كما تتولد الحكمة من الحكيم، و المنطق الطيب من الناطق.

قال: و ملك ذلك العالم هو روحه و يجمع عالمه:

الخير، و الحمد، و النور.

/ قال: و لم تزل تولد الظلمة شياطين و أراكنة [1]، و عفاريت، لا على سبيل المناكحة، بل كما تتولد الحشرات من العفونات القذرة.

قال: و ملك ذلك العالم هو روحه و يجمع عالمه:

الشر، و الذميمة، و الظلمة.

ثم اختلفت المانوية في المزاج و سببه، و الخلاص و سببه. قال بعضهم: إن النور و الظلام امتزجا بالخبط و الاتفاق، لا بالقصد و الاختيار. و قال أكثرهم: إن سبب المزاج أن أبدان الظلمة تشاغلت عن روحها بعض التشاغل، فنظرت الروح فرأت النور، فبعثت الأبدان على ممازجة النور، فأجابتها لإسراعها إلى الشر، فلما رأى ذلك ملك النور وجه إليها ملكا من ملائكته في خمسة أجناس من أجناسها الخمسة، فاختلطت الخمسة النورية بالخمسة الظلامية، فخالط الدخان النسيم، و إنما الحياة و الروح في هذا العالم من النسيم. و الهلاك و الآفات من الدخان، و خالط الحريق النار، و النور الظلمة، و السموم الريح، و الضباب الماء. فما في العالم من منفعة و خير و بركة، فمن أجناس النور، و ما فيه من مضرة و شر و فساد، فمن أجناس الظلمة.

فلما رأى ملك النور هذا الامتزاج أمر ملكا من ملائكته فخلق هذا العالم على هذه الهيئة لتخلص أجناس النور من أجناس الظلمة و إنما سارت الشمس و القمر و سائر النجوم و الكواكب لاستصفاء أجزاء النور من أجزاء الظلمة فالشمس تستصفي النور الذي امتزج بشياطين الحر، و القمر يستصفي النور الذي امتزج بشياطين البرد. و النسيم الذي في الأرض لا يزال يرتفع لأن من شأنها الارتفاع إلى عالمها. و كذلك جميع أجزاء النور أبدا في الصعود و الارتفاع. و أجزاء الظلمة أبدا في النزول و التسفل حتى‌


[1] الأراكنة: جمع أركون، و هو الرئيس و الدهقان المعظم، و الكلمة يونانية.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست