responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 263

سابقة. و نطقه البين من غير تعليم سالف. و جميع الأنبياء بلاغ و حيهم أربعون سنة.

و قد أوحى اللّه تعالى إليه إنطاقا في المهد، و أوحى إليه إبلاغا عند الثلاثين. و كانت مدة دعوته ثلاث سنين، و ثلاثة أشهر، و ثلاثة أيام.

فلما رفع إلى السماء اختلف الحواريون و غيرهم فيه. و إنما اختلافاتهم تعود إلى أمرين:

أحدهما: كيفية نزوله و اتصاله بأمه، و تجسد الكلمة.

و الثاني: كيفية صعوده، و اتصاله بالملائكة و توحد الكلمة.

أما الأول فإنهم قضوا بتجسد الكلمة، و لهم في كيفية الاتحاد و الجسد كلام:

فمنهم من قال: أشرق على الجسد إشراق النور على الجسم المشف. و منهم من قال:

انطبع فيه انطباع النقش في الشمع و منهم من قال: ظهر به ظهور الروحاني بالجسماني. و منهم من قال: تدرّع‌ [1] اللاهوت بالناسوت. و منهم من قال: ما زجت الكلمة جسد المسيح ممازجة اللبن الماء، و الماء اللبن، و أثبتوا للّه تعالى أقانيم ثلاثة.

قالوا: الباري تعالى جوهر واحد، يعنون به القائم بالنفس، لا التحيز و الحجمية.

فهو واحد بالجوهرية، ثلاثة بالأقنومية، و يعنون بالأقانيم الصفات كالوجود و الحياة و العلم و سموها: الأب و الابن، و روح القدس، و إنما العلم تدرّع و تجسد دون سائر الأقانيم.

و قالوا في الصعود إنه قتل و صلب، قتله اليهود حسدا و بغيا، و إنكارا لنبوته و درجته. و لكن القتل ما ورد على الجزء اللاهوتي. و إنما ورد على الجزء الناسوتي.

قالوا: و كمال الشخص الإنساني في ثلاثة أشياء: نبوة، و إمامة، و ملكة. و غيره من الأنبياء كانوا موصوفين بهذه الصفات الثلاث أو ببعضها. و المسيح عليه السلام درجته فوق ذلك لأنه الابن الوحيد فلا نظير له، و لا قياس له إلى غيره من الأنبياء، و هو الذي به غفرت زلة آدم عليه السلام، و هو الذي يحاسب الخلق.


[1] تدرع: تجسّد.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست