responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 255

ففي أحكام التوراة: أحكام السياسة الظاهرة العامة. و في الإنجيل: أحكام السياسة الباطنة الخاصة. و في القرآن أحكام السياستين جميعا وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ [1] إشارة إلى تحقيق السياسة الظاهرة. و قوله تعالى: وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى‌، و قوله: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ‌ [2] إشارة إلى تحقيق السياسة الباطنة، و قد قال عليه الصلاة و السلام: «هو أن تعفو عمّن ظلمك، و تعطي من حرمك، و تصل من قطعك».

و من العجب أن من رأى غيره بصدق ما عنده و يكمله و يرقيه من درجة إلى درجة، كيف يسوغ له تكذيبه؟.

النسخ في الحقيقة ليس إبطالا، بل هو تكميل:

و في التوراة أحكام عامة، و أحكام خاصة، إما بأشخاص، و إما بأزمان و إذا انتهى الزمان لم يبق ذلك لا محالة، و لا يقال إنه إبطال أو بداء. كذلك هاهنا.

و أما السبت فلو أن اليهود عرفوا، لم ورد التكليف بملازمة السبت، و هو يوم أي شخص من الأشخاص؟ و في مقابلة أية حالة من الأحوال؟ و جزئي أي زمان؟ عرفوا أن الشريعة الأخيرة حق، و أنها جاءت لتقرير السبت، لا لإبطاله، و هم الذين عدوا في السبت حتى مسخوا قردة خاسئين‌ [3]. و هم يعترفون بذلك، و بأن موسى عليه السلام بنى بيتا و صور فيه صورا و أشخاصا، و بين مراتب الصور، و أشار إلى تلك الرموز و لكن‌


[1] سورة البقرة: الآية 179.

[2] سورة الأعراف: الآية 199.

[3] خاسئين: في مجمع البيان 1: 129: وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ‌. يخاطب اليهود بأن قد عرفتم الذين اعتدوا منكم في السبت جاوزوا ما أمروا به من ترك الصيد يوم السبت. و كانت الحيتان تجتمع في يوم السبت لأمنها فحبسوها فظلموا و تجاوزوا ما حدّ لهم لأن صيدها حبسها ثم أخذوا بصيده فيه فقامت فرقة فنهت و جاهرت بالنهي و اعتزلت فلما أتوا ما نهوا عنه و استحلّوه مسخهم اللّه تعالى عقوبة لهم قردة و خنازير».

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست