و إنما سموا أصحاب الرأي، لأن
أكثر عنايتهم بتحصيل وجه القياس، و المعنى المستنبط من الأحكام، و بناء الحوادث
عليها، و ربما يقدمون القياس الجلي على آحاد الأخبار. و قد قال أبو حنيفة: علمنا
هذا رأي أحسن ما قدرنا عليه، فمن قدر على غير ذلك فله ما رأى، و لنا ما رأينا.
و هؤلاء ربما يزيدون على
اجتهاده اجتهادا، و يخالفونه في الحكم الاجتهادي و المسائل التي خالفوه فيها
معروفة.
تفرقة و تذكرة:
اعلم أن بين الفريقين
اختلافات كثيرة في الفروع، و لهم فيها تصانيف، و عليها مناظرات، و قد بلغت النهاية
في مناهج الظنون، حتى كأنهم قد أشرفوا على القطع و اليقين، و ليس يلزم من ذلك
تكفير، و لا تضليل، بل كل مجتهد مصيب كما ذكرنا قبل هذا.